النفط أو الذهب الأسود كما يحلو لبعض الاقتصاديين تسميته كان وما زال وسيستمر في الأمد المنظور ملازما للنهضة الصناعية والاقتصادية التي يشهدها العالم، كونه هو مصدر الطاقة الوحيد الاقتصادي والقابل للاستعمال ما لم يتوفر بديل آمن واقتصادي، ولا يلوح بالافق حاليا اي مصدر بديل عن النفط ومنذ السبعنيات القرن الماضي بدأت اهمية اسعار النفط تؤثر سلبا وايجابا على الاقتصاد العالمي، ومن اكثر الدول التي استفادت من النفط هي بكل تأكيد دول الشرق الاوسط النفطية بشكل مباشر والدول العربية غير النفطية بشكل غير مباشر. وقبل ان نتكلم عن خارطة الدول المنتجة للنفط في الوقت الحاضر نذكر ان النفط يوجد في كل قارات العالم، وفي اغلب المحيطات ولكن المعيار في استخراجه هي الكلفة والاساليب الهندسية لاستخراجه والكمية المستخرجة، علما بان النفط يتركز في اماكن بنسبة اكبر من اماكن اخرى، كما تختلف نوعية وجودة النفط في كل منطقة عن أخرى. وقد وهب الله دول الشرق الأوسط بالنصيب الأكبر من هذه النعمة، حيث يقدر خبراء النفط ان الشرق الأوسط يملك حوالي ثلثي احتياطي النفط العالمي التقليدي، اذ تصل احتياطيات الشرق الأوسط حوالي 660 مليار برميل، منها 267 مليار برميل داخل الأراضي السعودية، وهذا كان يعتبر اعلى احتياطي نفطي بالعالم قبل ان تعلن فنزويلا انها زادت احتياطياتها النفطية المؤكدة الى 297 مليار برميل في يناير سنة 2011م (يشكك كثير من خبراء النفط بهذه الزيادة وجودة النفط المكتشفة في فنزويلا). كما تتوزع الحصص الباقية من احتياطي النفط الشرق اوسطي المقدر ب 66% على الامارات العربية المتحدة وايران والعراق والكويت، كما ان اوروبا تمتلك حوالي 7% من احتياطي النفط العالمي موزعة على روسيا حوالي 60 مليار برميل و17 مليار برميل في بحر الشمال موزعة بين بريطانيا والنرويج. أما امريكا اللاتينية التى زاد ما تمتلكه من الاحتياطي الى حوالي 358 مليار برميل فتمتلك منه فنزويلا حوالي 297 مليار برميل ويتوزع الباقي على المكسيك والارجنتين والبرازيل. أما افريقيا التي تقدر ما تملكه من احتياطي النفط المؤكد حوالي من 60 الى 90 مليار برميل من الاحتياطي العالمي، فيقع معظم هذا الاحتياطي في ليبيا 41 مليار برميل والجزائر 12 مليارا ونيجيريا والتي تمتلك حوالي 36 مليار برميل. أما قارة امريكا الشمالية وكندا ولديهم احتياطي حوالي 200 مليار برميل من النفط، 26 مليار برميل للولايات المتحدةالأمريكية، طبعا لا يدخل النفط الصخري وغير التقليدي في هذا الاحتياطي، والباقي هو مخزون احتياطي في كندا (ويشكك كثير في نوعية وجودة النفط الكندي). وتقريبا اكثر الدول التي لديها احتياطي نفط تقليدي ولكن مع دخول التقنية الحديثة في الاستخراج والانتاج والاستعمال، فقد طرأ على عملية الانتاج تغيرات كبيرة ومع زيادة الاكتشافات فقد تغيرت خارطة الدول الاكبر المنتجة للنفط، وبعد ان كانت السعودية الدولة الاكبر من حيث الانتاج والتصدير والاحتياطي. اصبحت روسياوامريكا ينافسون المملكة العربية السعودية على هذه المراكز، حتى ان روسيا تفوقت على السعودية في الانتاج حيث وصل انتاجها الى حوالي 11 مليون برميل يوميا، كما ان الانتاج الامريكي قارب العشرة ملايين برميل يوميا بسبب الانتاج من النفط الصخري، وعليه فإن ترتيب الدول النفطية يتغير في كل عقد من الزمان بسبب التكنولوجيا الاستخراجية والاكتشافات الجديدة ونضوب النفط في اماكن أخرى.