صحيح من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يعمل ويسعى لإعادة الحكم المحلي لقيادة المباريات في المسابقات السعودية القوية ولكن ليس بهذه الطريقة المكشوفة وهي الاستعانة بحكام أجانب سيئين ومتواضعين في الإمكانيات والقدرات والخبرات التحكيمية والهدف منها تشويه صورة التحكيم الأجنبي عند الوسط الرياضي والجمهور السعودي وبالتالي القبول بالتحكيم المحلي بكل أخطائه ومساوئه القديمة والمستمرة!.. وصحيح من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يدعم التحكيم المحلي ويقلِّص عدد الاستعانة بالتحكيم الأجنبي ويخصص (10) طواقم أجنبية لكل ناد في مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان ولكن ليس بهذه الطريقة المستفزة للأندية وهي فرض حكام أجانب سيئين ومتواضعين في مباريات بعض الأندية وهي من تدفع بعض الإداريين والمدربين لانتقاد حضور التحكيم الأجنبي والمطالبة بعودة التحكيم المحلي على الأقل من باب تخفيف الأعباء المالية على إدارات الأندية!.. وصحيح من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتحجج ويبرر عدم الاستعانة بحكام أجانب من النخبة هو عدم تعاون وتعامل بعض الاتحادات الأوروبية مع الاتحاد السعودي ولكن ليس بهذه الطريقة غير اللائقة بالمنافسات والمسابقات السعودية والتي لم يكتف الاتحاد السعودي بالاستعانة بحكام أجانب أقل من المطلوب والمفروض، بل وبالإصرار على إعادة الحكام الأجانب الفاشلين لإدارة المباريات مرة أخرى وكأن الاتحاد السعودي يرسل رسالة للوسط الرياضي وللجمهور السعودي هذا هو المتوفر ولذلك ارضوا واقبلوا بالتحكيم المحلي!.. وصحيح من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يجتهد لدعم قدرات وقرارات الحكم السعودي ويعتمد حكاماً أجانب في تقنية الحكم المساعد (VAR) لمساعدة الحكم السعودي في إدارة المباريات ولكن ليس بهذه الطريقة المخجلة والمحرجة للحكم السعودي وهي الاستعانة بحكام أجانب لتقنية الفيديو كان المنتظر منهم أن يعينوا الحكم السعودي فصاروا يعبثون بالدوري السعودي وتسببوا في احتقان الجمهور الرياضي الذي هو بكل تأكيد أذكى وأوعى من أن تمرر عليه مثل هذه الممارسات لقبول وتقبل التحكيم المحلي على علاته!.. وأخيراً صحيح من حق لجنة الحكام بالاتحاد السعودي تعيين وتكليف الحكام الأجانب في بعض المباريات ولكن ليس بهذه الطريقة المكشوفة في الانحياز لأندية دون أخرى سواءً في اختيار حكام متواضعين لبعض الأندية أو في تحديد بعض الحكام لإدارة مباريات أنية معينة في تصرف أقل ما يُقال عنه إنه يثير الاستغراب، بل ويدعو للتعصب فضلاً عن أنه يتنافى مع عدالة ونزاهة المنافسة!.. وعلى كل حال من الواضح أن الكثير من مدربي ومسؤولي الأندية والجماهير الرياضية استسلموا ورضخوا لمخطط مقارنة التحكيم الأجنبي السيئ والتحكيم المحلي الأسوأ وباتوا يطالبون وينادون بإعادة الحكم السعودي الذي ما زال يحتاج للكثير والمزيد من العمل لانتزاع ثقة الوسط الرياضي والجمهور السعودي ولكن وأمام هذه المناشدات والمطالبات من تلك الأندية وجماهيرها ظل الهلاليون صامدين ومتمسكين بالتحكيم الأجنبي بسبب معاناة قديمة وطويلة من أخطاء التحكيم المحلي لا يتمنون ولا ينتظرون عودتها وكل ما أرجوه وأتمناه ألا يكون ما يحدث لفريق الهلال تحديداً في استمرار اختيار نماذج سيئة وفاشلة من الحكام الأجانب لقيادة مبارياته وما يجده فريق الهلال من أخطاء كوارثية سواءً من حكام الساحة أو من حكام تقنية الفيديو وتكررت كثيراً هو معاقبة فريق الهلال وجماهيره على استمرار موقفهم وقناعاتهم تجاه التحكيم المحلي؟!