للفروسية أبواب كثيرة ومناهج شتى، ومن النادر أن تجتمع خصال الفارس في شخصية مثلما اجتمعت في شخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الرجل الذي عرف بالملك المتوج قبل أن يكون ملكاً، والرجل الذي تخرج من مدرسة المؤسس أديباً فارساً شجاعاً مقداماً محنكاً متسلحاً بالشجاعة ومنتهجاً الحزم والحسم في كل أموره وشؤون حياته، ومع هذا فهو ذلك الأب الحنون والملك الذي تنهمر عيناه بالدموع إن كان الموقف يستدعي خروجها، وما ذاك إلا لأنه سلمان بن عبدالعزيز الذي أخذ الفروسية بالفطرة والتربية والممارسة ولا غرو في ذلك فهو الإمام بن الإمام والملك بن الملك الذي طوع الدنيا له فدانت له بالولاء من أول لحظة رأته فيها وهو فارس الفرسان وراعي الفروسية الأول الرئيس الفخري لنادي الفروسية/ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. المناسبات تأتي وترحل ولكن يبقى الشرف للأبد، ذلك الشرف الذي يناله المالك والمدرب والفارس اللذان يحظيان بهذه البطولة الغالية بطولة كأس الملك، فشرف الفوز وقيمته المعنوية أسمى وأعلى وأغلى من كل الاعتبارات المادية الأخرى، لأن البطولة لا تحمل اسماً عادياً، بل تحمل اسم بطولة كأس الملك، الداعم الأول للفروسية، أبو الفرسان وسليل الملوك، الملك المتوج قبل أن يكون ملكاً، سلمان الشهامة والشجاعة والفروسية والكرم، سلمان الحزم والعزم. إن الفروسية ممثلة بسمو رئيس مجلس إدارتها وهي تتزين وتتجمل لإقامة هذه البطولة ليحق لها أن تفخر وتفاخر الدنيا بأسرها، وهي تشهد فعاليات كأس الملك الذي لم تشغله السياسة والأحداث عن رعاية وإقامة مثل هذه البطولات التي تنمي لدى أبنائه وإخوانه روح التنافس، وتعينهم على ممارسة هذه الرياضة العربية الأصيلة التي اهتم بها العرب قديماً وحديثاً، فحق للفروسية أن تفرح، ولميدان الملك عبدالعزيز أن يتزين، لمثل هذه البطولة التي سيكون الشرف كله لمن يحظى بنيلها، ويتشرف بحمل كأسها، سواءً تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه، لأن الغاية واحدة والشرف ذاته لا يتغير ولا يتبدل. إننا كملاك ومحبي وعشاق للفروسية بشكل عام والخيول بشكلٍ خاص نأمل أن تكون زيارة خادم الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه إلى هذا المضمار ورعايته لهذه البطولة فاتحة خير على الفروسية وأنشطتها بشكل عام ودعمها مادياً ومعنوياً وخاصة ما يتعلق بقرار نقل الإسطبلات إلى موقع آخر الذي أصبح هاجس الكثير من الملاك الذي جعلهم يتوقفون عن الكثير من الطموحات التي تراودهم من حيث تطوير الإسطبلات والحركة التجارية في هذا المجال؟! وكذلك دعم الفروسية من خلال التوجيه للجهات المعنية كل فيما يخصه بشأن نشر ثقافة الفروسية سواءً في مناهج التعليم أو عبر وسائل الإعلام المختلفة وترسيخها في عقول النشء الجديد. من جانب آخر نتمنى من مجلس الإدارة إقامة معارض للفنانين التشكيليين المختصين والمهتمين بالفروسية سواءً في النادي أو الإسطبلات والصالات الخارجية وكذلك إقامة الندوات والملتقيات الثقافية الخاصة بالفروسية إضافة إلى إنشاء أكاديمية للفروسية بنادي الفروسية تدرب الجيل الجديد على الفروسية. وحينما نجد الرعاية من ولاة الأمر لهذه الفعاليات والبطولات لا نجد إلا أن نحمد الله تعالى أولاً، ثم التقدم بالشكر الجزيل والعميق لولاة الأمر الذين ما زالوا يرون أن هذه الرياضة العربية الأصيلة والتراث العريق هو جزء مهم من مقومات الشعب السعودي ولا بد من المحافظة عليه. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وهنيئاً للمالك والمدرب والفارس الذي سينال شرف (كأس الملك)، والشكر موصول لنادي الفروسية على إقامة هذه الفعاليات المهمة والغالية.