العام 1440ه والبلاد هي المملكة العربية السعودية بنت الجزيرة العربية ومهدها والمناسبة هي بطولة وفعالية كؤوس الملوك بنادي الفروسية، تاريخ مرصع بالذهب، جمع بين أصالة عربية قديمة وحديثة، ومعاصرة حوت كل وسائل التكنولوجيا المتقدمة ولكنها لم تسلب من الخيول رونقها، ولم تزد الفروسية إلا سعة وانتشاراً وشهرة أكثر مما كانت من قبل، لأنها بلد الخيل والفرسان، ولأنها بلد الشجعان، ولأنها كانت ولا زالت قبلة يتوجه إليها الثقلان. إن الشرف لكل فارس ومالك اسطبل لا يتحقق في مسابقة كمثل هذه المسابقة التي تحمل هذا المسمى الكبير والعظيم (كؤوس الملوك) فهو اسم يجمع في طياته الإشارة إلى شخصيات عظيمة ملكية كريمة كلها كانت كالغيث أينما وقعت نفعت، حكموا هذه البلاد المباركة فكانوا خير حكام لخير البلدان، فكانوا الفرسان في الميدان، وكانوا الأبرز في الأمصار والأعيان، لأنهم شابهوا أباهم ومن شابه أباه فما ظلم. إن البطولة وهي تحمل أسماء ملوك هذه البلاد المباركة الذين ورثوا الفروسية والشجاعة، كما ورثوا الحكم أباً عن جد تعتبر البطولة الأهم والأبرز ومن بعدها يأتي كأس المؤسس وكأس خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد، وذلك لأنها تذكر الجميع بالمآثر العظيمة التي تحصى الحصى قبل أن تحصى تلك المآثر، فكلهم- رحمهم الله- حكموا فعدلوا، وأعطوا فكانوا مثالاً في السخاء والكرم، وجعلوا نصب أعينهم الدفاع عن الدين والوطن حتى انتقلوا للرفيق الأعلى وهم على ذلك. إن من يحمل كأساً من كؤوس هذه البطولة إنما يتشرف بحمل تاريخ عريق، ومسمىً عتيق، فالحلم والطيب في سعود، والإقدام والحكمة في فيصل، والكرم والعطاء في خالد، والدهاء والحنكة في فهد، والشجاعة والإنسانية في عبدالله، ثم خادم الحرمين الشريفين الذي حمل خليطاً من كل تلك الصفات النبيلة، والخصال القوية فكان بحق ملك الحزم والعزم والشجاعة والفروسية، وصاحب الرؤية السديدة ولي عهده الأمين. كما لايفوتنا أن نذكر ونشيد بعطاء الرجال الأوفياء المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم الذين كانوا خير معين لملوكهم وخير داعم للفروسية وهم الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير بندر بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز رحمهم الله. إن الفروسية لتكاد تخبر الجميع بلسان حالها لا بلسان مقالها عن فرحتها وغبطتها بنفسها، وسرورها وهي تشهد هذه البطولة الغالية والعزيزة على جميع روادها وزائريها، لأنها تعود بذاكرتها لأيام ملوك أحبتهم القلوب، وتأثرت بمناقبهم الأنفس والعقول، وهي لا شك تحفظ الود لأهل الود، وتحفظ الحب لمن أحبوها، لأنها كانت ولا زالت ميدان التراث الذي حمل أسمى الأسماء وهي الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. هنيئاً لكل مالك وفارس يتحصل على كأسٍ من كؤوس هذه البطولة، فكلها أسماء عظيمة وملوك خالدون دفنوا في الأرض بعد رحيلهم لكنهم بقوا في ذهن وطن أحبهم كما أحبوه، وفي قلوب شعب عشقهم كما عشقوه، فالكأس ليس كأساً رياضياً فحسب، بل هو تاريخ ممتد بامتداد تاريخ المملكة وحتى وقتنا الحاضر، وإن المسؤولين عن الفروسية عندما اقترحوا وقرروا اعتماد هذه البطولة حقاً أنهم كانوا موفقين. هنيئاً لكل فارس ومالك اسطبل سيكون له شرف المشاركة في هذه البطولة، وهنيئاً لكل فائز سيحوز على كأسٍ أو أكثر من كؤوس هذه البطولة، لأنها مسابقة تعني لنا الكثير، فقيمتها المعنوية ودلالتها اللفظية لا تقدر بثمن، فمن يحملها يحمل التاريخ والأصالة والمعاصرة. حفظ الله الملك وولي العهد والوطن من كل مكروه.