إن الفروسية ليست اسمًا يطلق على عنانه، بل هي تصرفات وأخلاقيات تجعل صاحبها مستحقًا، وبلا شك أن التصرفات والأخلاقيات التي يتمتع بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- تجعل منه فار سًا حقيقيًا في ساحة قل فيها الفرسان، فالبطولة بحق بطولة فروسية يرعاها ويكرم الفائز بها الفارس. إن المناسبات والفعاليات والاحتفاليات الرياضية التي تشهدها المملكة عمومًا كثيرة جدًا، وهي بشكلها العام تبهج الجماهير وتخلق لديهم التفاعل الكبير، والنشاط الذي يجعلهم يشتاقون لكل منافسة أو حدثٍ رياضي، ولكن يبقى لبعض البطولات والفعاليات خصوصيتها ونكهتها لما لها من طابع خاص يميزها، سواءً كان ذلك الطابع في اسمها أو مكان إقامتها، أو زمانها، أو مقدار جائزتها، أو راعيها، ولعل تلك المعايير والمحددات التي تجعل البطولة مهمة للغاية قد اجتمعت جميعها في بطولة كأس ولي العهد للفروسية التي ستقام على مضمار ميدان الجنادرية، فالمكان هو الجنادرية، المكان الذي تبسم التاريخ فيه، والزمان هو ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين، والبطولة تحمل اسم ولي العهد الراعي لهذه البطولة وصاحبها والمتشرفة بحضوره، فهي في نهاية المطاف بطولة تسليم فارس لكأس البطولة لفارس الخيل، فالفروسية أشكال وألوان ولكل ميدان فرسانه، والفرسان في بلدنا الحبيبة كثيرون يأتي في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري للفروسية وسمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله-. إن الفوز بهذه البطولة يعد حلمًا لكل فارس ومدرب ومالك للخيل، لما لهذه البطولة من مكانة متميزة، كونها تحمل مسمى كأس ولي العهد الأمير الشاب الذي أبدع وخطط ونفذ كل ما يطمح إليه الوطن والشعب، وأقام حربًا ضروسًا على الفساد والمفسدين وما زال حتى هذه اللحظة يقوم بتنفيذ رؤيته الوطنية التاريخية التي تنتقل بالمملكة إلى مصاف الدول الكبرى والمتقدمة كمًا ونوعًا وحجمًا. إن مسابقة كأس ولي العهد -حفظه الله- تعد من أهم المسابقات التي يقيمها نادي الفروسية. وإن الشرف يكمن في حمل الكأس وأكثر منه شرفًا السلام على سمو ولي العهد الذي باتت شخصيته تحظى بالاحترام الكبير في داخل الوطن وخارجه، فمن يحصل على الكأس يحصل على الشرف والفوز والنجاح، ويكفيه شرفًا أن يكون الكأس مسلمًا له من يدي ولي العهد -حفظه الله-، فهنيئًا للفارس والمالك والمدرب الذي سيحظى بهذا الشرف الكبير. أتمنى لكل الفرسان وملاك الاسطبلات المشاركين في هذه البطولة التوفيق والنجاح، والدعاء لله تعالى أن يحفظ ملكنا وولي عهدنا وأن يديم على بلدنا الأمن والأمان والرخاء والاستقرار. ختامًا أبارك وأهنئ للفارس والمالك والمدرب الذي سيفوز بهذا الكأس، كما أهنئ إدارة نادي الفروسية على تنظيمها وإقامتها وأشكرهم على جهودهم التي يقومون بها في خدمة الفروسية بشكل عام.