كل ما يمكن أن تنفقه المملكة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في الخارج كقوة ناعمة تقدم صورتها الحقيقية والمتقدمة، يمكن أن يطير مع تصرف سطحي لنتف حمام في بانيو فندق لندني، فالقوة الناعمة مهمة للغاية في عالم اليوم، وما يقدمه الفن السعودي من غناء ودراما وتشكيل في أنحاء العالم، وكذلك الأدب بترجماته للغات عالمية، إنما يقدم صورة رائعة وتقدمية عن بلاد زاخرة بالمواهب والمبدعين.. ولا يفوتني أن كل مواطن خارج البلاد هو سفير حقيقي لوطنه، فما يفعله من سلوك سواء كان جيدًا أو سيئًا، سينعكس حتمًا على سمعة المملكة. فما قام به مجموعة شباب من مشاهير التواصل الاجتماعي، من تصرف غير لائق في فندق بلندن، بطهي طيور الحمام في غرفة النوم، هو تصرف مرفوض، ولا يمثل الشعب السعودي الذي يحترم القوانين والأنظمة في دول العالم، وربما هو سلوك يخلق قضايا رأي عام في تلك الدول نحن في غنى عنها، خاصة أن جميع مؤسسات الدولة تعمل بتناغم وانسجام مع بعضها لتقديم صورة تمثل فعلاً المملكة في الخارج، سواء عن طريق مبدعيها أو مواطنيها بشكل عام، أو من خلال مبادراتها ومشروعاتها المؤثرة في اقتصادات ومجتمعات الدول المختلفة. إن المملكة -يا سادة يا كرام- تقدم اليوم نفسها واسمها وصورتها كما لم تقدمها من قبل، كل القطاعات فيها تعمل بدأب على مشروعات كبرى ترفع اسم الوطن عاليًا في كل المحافل الثقافية والرياضية، وترتيبها يتقدم في كثير من الاستبانات والإحصاءات الدولية في مجالات مختلفة، وليس من المعقول أن يهدم هذه الإنجازات تصرفات غير مسؤولة من بعض الشباب الذين لا يدركون جيدًا الأنظمة والقوانين، ولا يليق أبدًا بهؤلاء أن يتباهوا بكسر هذه الأنظمة ب «خشم الريال»، فهذا يكرس النظرة الخاطئة التي يبثها الإعلام الغربي عن المواطن العربي بشكل عام، وعن السعودي بشكل خاص، فحافظوا على سلوككم، واحفظوا أموالكم.