العمل الخيري من الأمور المطلوبة لأنه يهدف إلى المساعدة والمساندة وتقديم العون والإنقاذ سواء لشخص أو فئة أو جهة وغيرها من أجل موقف عصيب وقع فيه ولمواجهة متطلبات يصعب عليه وغير ذلك، وكل ذلك يقابل بارتياح بل ويحظى بالدعم، وهناك مؤسسات على مستوى العالم تكون متخصصة في تقديم ذلك العون والدعم، كما أن الأمر لا يخلو من أفراد يقدمون على أعمال يشكرون عليها. ولكن ما وقع لمواطنة أمريكية هي ايملي جيمس يخالف القاعدة التي أشرت إليها وهو أن يكون جزاء الإحسان الإحسان. فوفقاً لما نشر في وسائل الإعلام أقدمت ايملي على مساعدة أحد عملاء البنك الذي تعمل فيه فالرجل كان بحاجة إلى مبلغ ولكن ظروف أعياد الميلاد حالت دون صرف المبلغ مما يعني عدم قدرته على تيسير أبسط أمور حياته في تلك الضائقة فما كان من هذه المرأة إلا أن استأذنت من عملها وقدمت له مساعدة قدرها 20 دولارا من مالها الخاص، وكما هو معروف فقد كان من المتوقع أن تحظى تلك المرأة بالإجلال وأن تكرم على فعلها ذلك الذي يدخل في إطار العمل الخيري ومساعدة الإنسان. ولكنها بدلاً من ذلك نالت عقاباً قاسياً ففصلت من عملها بسبب: (تفاعل غير مصرح به مع عميل) حسب قرار إدارة البنك. إن هذه المفارقات العجيبة التي تؤكد على فقدان الحس الإنساني في ظل سيطرة الفكر الرأسمالي الذي يظل لا يعرف قيمة المشاعر الإنسانية ولا يقدر مثل هذا التفاعل، فالأمر بالنسبة له هو عمل يؤدى في ظل أنظمة وقوانين صارمة لا تقبل أي عمل ينطلق من مشاعر الإنسانية ولم يّقدم صاحبه على أي عمل مسيء للجهة التي يعمل فيها. المؤكد أنني على يقين أن فعل إيميلي جيمس الذي نشر في وسائل الإعلام سوف يحظى بمساندة عريضة وسيكون هناك ردة فعل إيجابية نحوها تحرج الجهة التي فصلتها من عملها، فمهما كان الفكر المادي مسيطراً إلا أن الروح الإنسانية تظل هي الأعمق والفائزة بمشاعر عامة الناس في أنحاء العالم.