هي لوحة فنية رياضية تحكي واقعاً معاشاً على مدى عقودٍ طويلة من الزمن، تحكي مسيرة رجال عظماء عاشوا فأحدثوا تغييراً في الحياة، وكان تغييرهم يأتي من الحسن إلى الأحسن، كانوا كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تلك اللوحة التي يرسمها نادي الفروسية في لوحة فنية تتضمن فعالية رياضية فروسيها أبطالها ملوك حكموا، وراسموها فرسان تسابقوا، ورعاتها ملك وولي عهد أحبهم الشعب فأحبوه، وسعوا إلى العلياء بكل ما أمكنهم من قوة، فدانت لهم العلياء حتى صارت بساطاً تحت أقدامهم. إنه التاريخ يتجسد في لوحة فنية وكرنفالٍ رياضي كبير، يقام على الأرض التي تحمل عبق الذكريات، وتختزل التاريخ أرض الجنادرية، وعلى ميدان الملك المؤسس- طيب الله ثراه- الذي كان له الفضل بعد الله تعالى في أن تقام هذه البطولات، وتنشأ هذه الكؤوس، فكل ما أسس في المملكة هو من ثمار ذلك التأسيس الأعظم وهو تأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيد البلاد كاملة لتكون بلداً آمناً مطمئناً، ولتكون للعالمين قبلة لدينهم ودنياهم. إن كؤوس الملوك وإن كانت فعالية رياضية، إلا أن كل كأس يحمل تاريخاً مشرقاً وصفحات بيضاء من تاريخ كل أولئك العظام الذين رحلوا وقد أدَّوا دورهم في الوطن أيما أداء، وظهرت ثمرات فعالهم في كل ميدان من ميادين الحياة، فمن الشجاعة والإقدام في المؤسس إلى الكرم والجود في سعود إلى البطولة والحكمة في فيصل إلى القوة والحنكة في خالد إلى الثبات والعزم في فهد، إلى التسامح والرخاء في عبد الله، فهي أسرة كريمة توارثت الخصال الحميدة أباً عن جد. كما تبوأ الصدارة في الحسم والحزم والعزم الملك سلمان- حفظه الله-، وإلى النظرة الثاقبة وبعد الرؤية الموجودة لدى ولي العهد محمد بن سلمان- حفظه الله-. إن مثل هذه الفعاليات تجعل الارتباط بين الماضي والحاضر متأصلا في النفوس، فكل جيل سيسأل ويقرأ ويعرف أكثر عن سيرة أولئك العظام، فلا يظن أحد أنها فعالية وتمضي لحال سبيلها، بل هي حلقة وصل بين أزمنة متعددة، وغايتها وهدفها واحدة، فما أعظهما من مناسبة وما أجملها من فعالية حينما تجتمع أسماء الملوك في صالة واحدة. فهنيئاً لأصحاب الحظ السعيد من الملاك الذين سيفوزون بكأسٍ من تلك الكؤوس وهنيئاً للفرسان الذين تشرفت أياديهم بحمل إحدى تلك الكؤوس، لأنه لم يحمل كأساً، أو يحصل على جائزة مالية، بل حمل تاريخاً سطره الملك الذي فاز بالكأس الذي يحمل اسمه. وأخيراً لا ننسى أن ندعو العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأمنها واستقرارها، وأن يمد بالصحة والعافية لخادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري لنادي الفروسية، وولي عهده الأمين- حفظهم الله- جميعاً، لما يقدمونه ويسهمون به في دعم مسيرة الخيروهذه الرياضة الغالية على قلوب الجميع بشكل خاص، كما لا بد لنا أن نتقدم بجزيل الشكر والثناء والعرفان لإدارة نادي الفروسية على تنظيم مثل هذا المهرجان الرياضي الأصيل.