اسمه صالح، حمل من اسمه صفات الصلاح والتقوى.. كان بيننا يهدي إلينا ابتسامته كلما التقينا به هنا وهناك.. تقرأ في وجهه تعابير السرور والرضا.. كيف لا وهو لا يحمل فيروس الغل والحسد!! ناهيك عن مفردات الكره والإقصاء في قاموسه الاجتماعي.. نفس متواضعة وقلب مفتوح وحب لخدمة الآخرين.. مجتهد في عمله عُرف عراباً للغة العربية ويغوص في بحورها.. لكن الموت اختطفه من بيننا بعد أن استوطن المرض في جسده الطاهر سنوات وهو صابر شاكر لا يبدي جزعاً ولا شكوى إلا التضرع والدعاء لله. رحل صالح جسداً وبقيت سيرته عطرة وذكره الحسن.. صدق فيه قول الشافعي: ودعنا صالح بعد أن ترك رسالة لنا في العمل وتمامه والإخلاص فيه.. فكان نعم المربي والمعلم.. ودعه طلابه بالألم والحسرة والأسى هكذا رأيتهم يوم وداعه.. وكان ابني خالد وزملاؤه حريصين على المشاركة في الصلاة عليه والدعاء له.. وهذا حال زملائه المعلمين في متوسطة الوطن ناهيك عن لفيف من الأصدقاء والجيران وأهالي الرس الذين يحسنون وداع موتاهم وتنافسهم بالحضور.. فكيف والفقيد أبو محمد الجدعي محبوب الجميع.. وعرف أنه بار بوالديه.. محب لعمل الخير.. وكما قال الشاعر: رحل صالح وفي القلب حسرة والعين دمعة ولكن عزاؤنا أنه من أهل الخير وصاحب طاعة قريب إلى ربه كثير الخطى إلى المساجد معمرها معنوياً ومادياً.. هكذا نحسبه تقبل الله منه. صادق العزاء والمواساة إلى أبنائه وكريماته الذين سيبقون إن شاء الله بارين بوالدهم بخالص الدعاء.. وإلى أسرته الكريمة وأخوانه وأخواته وعموم أسرة الجدعي المباركة. وختاماً أرجو أن يتغمده الله برحمته ويغفر له.. ويسكنه جنات النعيم.. ويجعل ما أصابه كفارة وطهوراً.. اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.