كنت في المرحلة الثانوية عندما ارتديت شعار الفريق الأول بنادي «التعاون» لأول مرة عام 1415ه كلاعب أساسي، وهو العام -من حسن حظي- الذي انفجر خلاله الفرح التاريخي بعد عقود من الألم والمحاولات وعناد الحظ الذي شهد صعود الفريق للدوري الممتاز لتنطلق رحلة المستقبل الأصفر بشكل مذهل، رغم التعثر والهبوط لفترات مؤقتة لكن المسار كان في موعده ليكون «التعاون» اليوم.. واجهة اللعب الفني الكبير. من رحم «المعاناة» وقلة «المال» قاد الفكر والرجالات والجماهير هذا النادي إلى أن يكون بطلاً لكأس الملك 2019 بعد أن أضاء شمعة الوجود بحلوله وصيفًا للمسابقة ذاتها عام 1410ه . لم يقف «التعاون» عند حد اللعب المحلي في السعودية، فمن شموخ تاريخ البدايات في شارع الخبيب بمدينة بريدة إلى اللعب بأكبر دوري بالقارة الآسيوية 2016 «دوري أبطال آسيا» ليعود في 2020 سفيرًا وطنيًا مرة أخرى في البطولة ذاتها. أصبح «التعاون» اليوم قطبًا فنيًا حقيقيًا يمكن الاعتماد عليه كأحد أضلاع «الكبار» خاصة أنه بات يملك منشأة جديدة ويدير أموره وفق «حوكمة» واضحة ويفخر بوجود رجالات وشباب يعملون باحترافية مذهلة وجماهير عاشقة محترمة. التعاون.. كناد جماهيري أثبت أنه قوي.. ثقيل.. لديه عقلية عمل الأندية المحترفة. يحتاج اليوم لوقفة دعم واهتمام حكومية مستحقة نظير عطائه ليجسد اتساع مساحة الكبار وهو النادي الكبير بتاريخه وجماهيريته.. جميل أن تكون السواسية في التعامل ارتكازًا للدعم الحكومي والأجمل أن يكون الاستثناء لمن يخدم «اللعبة» ويقاتل لتحقيق «تنامي شعبيتها» وإثارتها وهو ما يفعله «التعاون». لا نريد أن نخسر التعاون مثلما خسرنا الاتفاق فماتت كرة الشرقية..!! ادعموه لأنه يستحق.. ادعموه لأنه الأفضل.. ادعموه لتتسع قاعدة الكبار.. بل ادعموا كل من يشبه التعاون.. ما أجمل أن يكون بدورينا فريق مثل «التعاون». انهم أحفاد «العقيلات».. لا حدود لهم أبدًا..