بموجب نشاطات حزب الله الإرهابية أعلنت الخارجية الأمريكية أن مجموعة تنسيق إنفاذ القانون المعنية بالتصدي لأنشطة حزب الله اللبناني عقدت اجتماعها الثامن بمقر وكالة تطبيق القانون الأوروبية في بروكسل هذا الأسبوع. وأوضحت في بيان صحافي مساء الثلاثاء، أن ممثلين لأجهزة إنفاذ القانون والادعاء من الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية شاركوا في الاجتماع، مضيفة أن الاجتماع ركز على الشبكات والأنظمة المالية والتجارية الخاصة بحزب الله وصلاتها بأنشطة الحزب الإرهابية. وفي غمرة الأحداث في لبنان يُطرح ملف هذا الحزب الذي أوصل البلاد إلى الهاوية سياسيًا واقتصاديًا، وتمكن من خوض غمار تاريخ إشكالي مغلق للبلاد يواجه مصير مجهول ليسجل تقدمًا بطيئًا نحو المستقبل، ويستحيل فهم الأحداث عمليًا في لبنان إلا من خلال طريقتين: إما بطريقة مباشرة وهي التي تجري على أرض الواقع، أو بطريقة غير مباشرة بدراسة ما تركت من مخلفات الدمار، وارتباطها بالزمن. إذ تبين للعالم خطورة عناصر وخلايا الحزب المنتشرة في عديد من الدول وكشف كل شيء عن نشاطاتهم الإرهابية والحقيقة التي تستوقفنا بهذا الصدد هي الإحاطة بهؤلاء والتصدي لظاهر سلوكياتهم إلى باطنه النفسي ومعالجة هذا الفكر التخريبي الراغب في التحكم بكل شيء الملوث لخيالاتهم المريضة، في حين ناقش المجتمعون إجراءات إنفاذ القانون الأخيرة التي اتخذتها حكومات لوقف العمليات الدولية لحزب الله، بحسب ما جاء في البيان. ويذكر أن الولاياتالمتحدة كانت قد فرضت قبل أيام مزيدًا من العقوبات على حزب الله، وكذلك وزارة الخزانة الأمريكية، فرضت عقوبات على كل من صالح عاصي، وناظم سعيد أحمد، مشيرة إلى أنهما متهمان بغسل الأموال وتمويل مخططات إرهابية، ودعم الحزب. وأضافت أن ناظم سعيد أحمد قدم أموالاً لأمين عام حزب الله شخصيًا، وأنه تاجر ألماس، يعرف بأنه من أكبر ممولي الحزب. إلى ذلك، فرضت عقوبات على طوني صعب، الذي يعمل محاسبًا ضمن إحدى شركات عاصي. كما يشار إلى أن حزب الله لديه خلايا في عدة بلدان حول العالم، فضلاً عن شبكات تجنيد. ما يهمنا هنا هو كشف جهود هذا الحزب ومرجعه الإيراني للعالم الذي عاث فسادًا في لبنان وسوريا والعراق، وكشفت إحدى وسائل الإعلام الألمانية صحيفة «تاغيسبيغل» أن ميليشيا حزب الله اللبناني تقيم مركزًا في برلين، إضافة إلى مواقع أخرى تنتشر في جميع أنحاء ألمانيا، لتجنيد أعضاء وجمع أموال لشراء الأسلحة وتمويل الإرهاب، وفقًا لتقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان: «كيف يعمل حزب الله سرًا في ألمانيا». وتناولت الصحيفة الألمانية بشكل مفصل كيفية استخدام المنظمة الإرهابية اللبنانيةلألمانيا للقيام بأنشطة غير مشروعة «تدر أموالاً وأرباحًا» تستخدم في أغراض شراء الأسلحة وتمويل الهجمات (الإرهابية، وتهريب المخدرات وتجارة السيارات المسروقة وغسل الأموال، حيث توجد وثائق مؤكدة تثبت تورط حزب الله بتجارة المخدرات بألمانيا». لا شك أن حزب الله المستفيد الأول من استمرار الأوضاع في الداخل اللبناني على ما هي عليه، لأن نظام الحكم الحالي يجعل من حسن نصر الله وأنصاره فوق الدولة، ما يعده كثيرون بأنهم أساس تكوين الدولة وقاعدتها، وفتح آفاق أرحب لهم بعد قرار استقالة الحريري، فمن يغطي هذا الفراغ السياسي؟، وخصوصًا أن حزبًا حاكمًا للدولة على طاولة الدول الكبرى تتشاور على تصنيفه منظمة إرهابية؟.