لا يمكن لأيّ قمة تُعقد خارج إطار المنظمات الإسلامية المتوافق عليها، أن تُقدم حلولاً لقضايا المسلمين، نتيجة لغياب الدول والشخصيات الإسلامية المؤثرة والفاعلة ذات المكانة والثقل والثقة الإسلامية والدولية وعلى رأسها السعودية وخادم الحرمين الشريفين.. فلا دول فاعلة ومؤثرة هناك، ولا أصوات مسموعة لها مكانتها وثقلها وقيمتها يمكن أن يلتف حولها العالم الإسلامي. ببساطة ما حدث في كوالالمبور قمة سياسية بين عدة دول، تُعقد دون أيّ غطاء أو تفويض رسمي لتمثيل المسلمين وطرح قضاياهم ومناقشتها ضمن هكذا تجمع صغير ومحدود، فلا قمَّة مُعتبرة لها قيمتها ونتائجها وتوصياتها، مجرَّد لقاء وتجمع سياسي بين دول مُحدَّدة تجمعها أهداف ومصالح خاصة -لا أكثر- لا تعكس مصالح وأهداف عموم المسلمين ولا تعبر عن صوتهم، ولا رأيهم، ولا تعبِّر عن آمالهم وطموحاتهم المستقبلية والحقيقة، ولا تشعر بآلامهم وأحزانهم.. بل على النقيض من ذلك (قمة كوالالمبور2019) تُعدُّ مُحاولة بائسة لشق صف العالم الإسلامي باستغلالها من أطراف ذات أطماع سياسية وشخصية وضيقة مكشوفة، لتحقيق أهداف ومآرب أبعد ما تكون لخدمة التجمع الإسلامي، فمثل هذا التجمعات تفتح الباب لتمزيق جسد الأمة وعقد المزيد من القمم العشوائية والصغيرة ذات الأهداف الخاصة، لتشتيت جهود العمل الإسلامي الموَّحد والمشترك، وتُضعف تأثيره الدولي في العالم والمنظمات الدولية، بالسماح لاختراق الأمة بأي تجمع أو تكتل يقدم نفسه كصوت للإسلام والمسلمين، وفي هذا إضعاف المسلمين وفتح الباب لاستغلال قضاياهم وتمزيق وحدتهم.. فعن أيّ إسلام يتحدثون؟.. وعن أيّ حلول يبحثون؟.. وعدد من المجتمعين تربطهم بإسرائيل عدو الأمة الإسلامية مصالح اقتصادية وعلاقات دبلوماسية وسياسية، كما أنَّ من بينهم من هو متورِّط بدعم الإرهاب ورعايته والاعتداء على المسلمين ودولهم، ليبقى السؤال الكبير ما الهدف من قمة كوالالمبور 2019؟.. ومن تخدم بالفعل؟. هذه القمة التي فشلت قبل أن تبدأ باعتذار شخصيات وانسحاب دول، فضحت أطماع الطامعين، وأكَّدت أنَّ السبيل الوحيد ليواجه العالم الإسلامي مشاكله وتحدياته بكل قوة هو في التعاضد والالتفاف حول المملكة العربية السعودية مهبط الوحي والرسالة المحمدية، والعمل مع خادم الحرمين الشريفين قائد الأمة الإسلامية وإخوانه قادة الأمة العربية والإسلامية لما فيه مصلحة الأمة وشعوبها بحق وصدق، تحت لواء وغطاء منظمة التعاون الإسلامي، فهناك من يستغل قضايا وجروح الأمة من أجل العزف عليها لمصالح حزبية وسياسية ضيقة، واللعب على مشاعر وعاطفة المسلمين واستغلال قضاياهم، وهو ما يجب أن تدركه الشعوب التي يجب ألاَّ تنطلي عليها مثل هذه الحيَّل.. وهو الدور المنتظر من قادة الرأي وعلماء المسلمين ومشايخهم للتحذير عبر كل منبر من دعاة الفرقة والشتات. وعلى دروب الخير نلتقي،،.