المجتمعات الواعية تحتفي بأبنائها المخلصين الذين يسهمون في بنائها وفي إرساء قيم البر والخير بين أفرادها، والذين لا يدخرون وسعاً في تقديم كل ما من شأنه تحقيق نهضتها، ولا يبخلون بمال أو جهد في سبيل رفعتها وازدهارها. ولقد درجت مملكتنا الغالية على تكريم أبنائها النابهين وتقدير جهودهم الوطنية، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلى يومنا هذا. وسيرا على هذا النهج أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمراً بمنح ابن الوطن وسدير الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر (أبو زكي) وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى؛ تكريماً له ولمساهماته الخيرية وأعماله الإنسانية والاجتماعية في هذا الوطن المعطاء. والشيخ الشويعر من هؤلاء الرجال الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الناس. وهذه الخصوصية لا يوفق إليها إلا من اطلع الله على فؤاده وما يملؤه من صدق وإخلاص وإيمان عظيم بقيم الإنسانية وحب الخير للجميع.. هؤلاء وجدوا أسرار سعادتهم فيما يقدمون من أياد بيضاء تنشر الأمل والتفاؤل بين من قست عليهم الدنيا وضاقت بهم الأحوال.. قصة حياة الشيخ عبدالعزيز الشويعر مليئة بالكفاح والمعاناة والدروس والعبر. فقد وُلد في مدينة جلاجل بمنطقة سدير عام 1358ه. وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة شقراء الابتدائية، ثم التحق بالمعهد العلمي في الرياض، وعمل مدرساً ومساعداً لمدير مدرسة جلاجل، ثم مديراً لمدرسة روضة سدير. وفي عام 1379ه انتقل إلى العاصمة ليعمل موظفاً بديوان المراقبة العامة على المرتبة السادسة وكان يحمل شهادة الكفاءة؛ مما شجعه على استكمال الدراسة ليلاً. وفي عام 1392ه، استقال الشويعر من عمله في الديوان، وبدأ في العمل الحر بمجال العقارات، واستأجر مقراً صغيراً بشارع جرير في حي الملز بمبلغ أربعمائة ريال في السنة. وإلى جانب عمله بالعقارات كان يساعد والده في بيع الأعلاف، وتوزيع أسطوانات الغاز على المنازل بعد أن يذهب إلى المصنع لتعبئتها. وبالاجتهاد والجد والعمل الشاق والصدق وحسن المعاملة والتواضع اكتسب حب الجميع وثقتهم، وفتح الله عليه أبواب الرزق، فأنفق منه على أعمال الخير والبر، وكم نفَّس من كربات، ويسَّر من معسرات، رجاء للمثوبة عند الله تعالى، فكان جزاؤه حب الناس في كل مكان. ** **