(مذهلة.. رغم إن الحسن فيها بحد ذاته مشكلة..!) لا أدري كيف قفزت لذهني هذه الأغنية وتراقصت هذه الكلمات للشاعرالأميرعبدالرحمن بن مساعد عضوشرف نادي الهلال ورئيسه في إحدى دوراته الرئاسية، والهلال يفوز ببطولة دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة في تأريخه وتأريخها والأولى بمسماها الجديد بعد فوزه على أوراوا الياباني ذهاباً وإياباً (1/0 و 2/0). هذه البطولة التي استعصت على الهلال حينا من الدهرلم يكن مألوفاً في تأريخه مع البطولات! والواقع أن (الهلال) لم يغب عنها طوال تلك المدة بل ظل رقماً ثابتاً فيها.. يدورحيناً حول حماها دون أن يرتع فيه.. وحيناً يقف على ضفافها دون أن يغترف منها غرفةً بيده.. أحياناً.. ببناء سدود تحجزعنه الماء.. وأخرى بتغييرمجرى النهر.. فكانت بالنسبة له هي السهل الممتنع.. تأملوا هذه الكلمات.. مع إسقاطها على هذه البطولة (كلمات ليست كالكلمات) مذهلة..) ما هي بس قصة «بطولة» رغم إن «الفوز» فيها بحد ذاته مشكلة!) مذهلة..) ما هي بس قصة «عشق» رغم إن «العشق» فيها بحد ذاته مشكلة..) مذهلة..) تملأك بالأسئلة هي ممكنة.. وإلا محال؟! هي أمرواقع أوخيال؟! هو سهلها صعب المنال؟! أو صعبها تستسهله..؟!) (ليه كل شيء فيها تظن إنك تعرفه تجهله؟! ليه كل لا معقول فيها ورغم هذا تعقله؟!) وتأملوا كلمات أخرى لذات الشاعركأنما يخاطب فيها البطولة على لسان الهلال في موقف آخر: (سنيني يم وقلبي المركب المتعب وإنت الريح مجاديفي عذاب وهم وزاد الوجد والتبريح وصبري صبر بحارة بغوا في اليم محارة غشاهم موج كان من الغضب أغضب وكانوا للهلاك أقرب لولا كثروا التسبيح (لولا كثروا التسبيح) هذه لوحدها قصيدة كاملة تعبرعن قوة الإيمان والتعلق بالله (فلولا أنه كان من المسبحين) (أبي أعرف إذا باقي في همك هم ماشالته أكتافي) فعلاً هي كانت كذلك..! لم تكن مقلقة للهلاليين.. فالهلال بطل.. والبطل يدرك أن ما يفقده اليوم سيكسبه غداً.. وأن أبطالاً آخرين لهم ذات الطموحات.. وأن خزينته مليئة بالكؤوس.. فهو من تدين له البطولات.. وهو مروضها وإن تمردت.. ف (زمان) الهلال مع البطولات (بستان) و(عصره) فيها (أخضر) و(ذكراه) معها (عصفورمن القلب ينقر) وهو(أبو) البطولات وهو(وقودها) وهو (انبعاثها) وهو(التغير) وهو نادي القرن الآسيوي وزعيمها بست بطولات قبل هذه! فهي (عددياً) بالنسبة له تحصيل حاصل.. فلابد لليلهِ الطويل أن ينجلِي.. وموعده معها الصبح (أليس الصبح بقريب) كانت مقلقة لغيره خوفاً من أن يفوز بها.. لأن هذا الفوزسيفتح للهلال آفاقاً أخرى من المجد.. ولأن هذا الفوز سيؤثرعلى لحن طالما تغنوا به ويصبح نشازاً بل ربما يطرحه خارج ال (نوتة) ولأن هذا الفوزسيتعب الأعناق التي تشرئب تتطلع لرقم زاد من اتساع الهوة بينه وبين أقرب منافسيه. العالمية صعبة قوية. مقولة أطلقها بعضهم وانتشرت خارج الحدود لتصبح شعاراً يتردد بمناسبة وبغير مناسبة يعتلي صوته عندما تقترب للتأثير على الهلال وخلق التحدي أمامه بالوصول إليها عبر تحقيق بطولة آسيا. وهذا حق من حقوقهم في إطار التنافس المشروع. لكن الهلال الذي يدرك المعنى الحقيقي ل (العالمية صعبة قوية) قبل هذا التحدي وتقبله.. وسار معها في تنافس طردي.. كانوا يرونه (يفشل) ويعتقدون أنه سيواصل الفشل.. أما هو فكان يتلمس طريقه بهدوء وحذر. وكان يرسم خارطة طريق واضحة المعالم لا تتأثر بتعاقب الإدارات.. ولا بتغير المدربين.. ولا بتجدد اللاعبين.. فما يرونه فشلاً.. كان يعتبره تجربة.. وما يعتبرونه تيهاً.. كان يراه طريقاً لايؤدي إلى الحل الصحيح. العالمية صعبة قوية في نظر الهلال أن تثبت حضورك الدائم وسفيراً مفوضاً في كل دورات البطولة مرات ومرات.. هنا يكون للنجاح فيها طعم وللحضورفيها رائحة وللفوز نكهة مميزة. العالمية صعبة قوية في نظرالهلال أن تصل إليها من أصعب الطرق أن تتجاوزفي طريقك أربعة من أساطينها الذين خاضوا غمارها (العين والسد والإتحاد وأوراوا) وتقصي بطلاً سابقاً (الاستقلال) وتتمخطر أمامهم منفرداً بالثالثة بعد أن قطعت الطريق عليهم نحوهذا الرقم وأن تتجاوز وصيفاً (الأهلي) وهي ميزة يتفرد بها الهلال لم تتحقق لمن قبله وتتعب من بعده. العالمية صعبة قوية أن تثأر لنفسك ولكرة وطنك جيئة وذهاباً وبمرمى نظيف من غريم تقليدي أقصاك ذات يوم في ظروف غامضة فكانت بمثابة التحدي وإثبات الوجود. العالمية صعبة قوية ألا تيأس أن تحاول وتحاول ولا تشعر بالإحباط.. أن تضع لك هدفاً وتسعى لتحقيقه والوصول إليه وإن طال السفر.. ألا تتغنى بمجدٍ طواه النسيان بل بمجد دائم على مر الزمان.. العالمية صعبة قوية معادلة صعبة التحقيق لا يحلها إلا أولو العزم من الأندية والهلال أحدها لهذا استحق لقب (الزعيم العالمي) لقباً جديداً يضيفه إلى ألقابه الخالدة. الزعيم العالمي لقب جاء في ليلة وُلِد فيها (هلال) الشهرالخامس الهجري وهو الشهرالذي سمي فيه (هلال) الأرض تيمناً به. فحاكى هلال الأرض هلال السماء في ظاهرة كروية فلكية حصرية له دون سواه. قال عنه الشاعر د. محمد المقرن: (هذا الزعيم عراقةً ومهابةً ورجال أمجادٍ وراء رجالِ) نعم.. هذا هو الهلال يا سادة تتزين به الألقاب.. وتزدان به البطولات.. لم يبق ميدان إلا وزرع بأرضه راياته.. ولم تبق بطولة إلا ومرت فوقها عرباته.. ينثر الفرح أينما حل.. ويزرع الابتسامة حيثما رحل.. بطل كلما صال وجال.. وإن لم يكن!.. نافس الأبطال إن حضر فحضوره مدهش كحضور القصيدة. وإن غاب حضرت ألقابه العديدة.. فهو الحاضرالدائم والاسم الذي لا يغيب.. إن غاب عن المكان فهوالحاضر في الأذهان. وجه مشرق في كل الأحوال.. وواجهة مشرفة على مر العصور وتعاقب الأجيال. ولأن الهلال يتفرد بالألقاب.. ولأن الهلال يأبى إلا أن يضع له بصمة في كل بطولة.. ولأن الهلال يؤمن بأنه ذراع من أذرعة التنمية في الوطن الغالي.. فقد أبى هذا (الهلال) إلا أن يتوافق مع رؤية المملكة 2030 فينتزع «قمة آسيا» من اليابان في اليوم الذي تسلمت فيه المملكة قمة «مجموعة العشرين» من اليابان نفسها.. لذلك.. لم يكن غريباً هذا الدعم المعنوي والوقفة التي تخطت الحدود إقليمياً وعربياً.. وهذا الاحتفاء به بعد الفوز.. لم يكن احتفاءً بالهلال لذاته بقدر ما كان احتفاءً بمجد سعودي تحقق وكان للهلال شرف تحقيقه. الفوز ببطولة خارجية سواء على مستوى الأندية أوالمنتخبات أوالأفراد هو تحقيق للتنمية المستدامة ويأتي متوافقاً مع أهداف الرؤية السعودية في تصدير النجاحات وتقديم رسالتنا إلى الخارج من خلال القوى الناعمة والرياضة أحدها بل أبرزها وخاصة في كرة القدم. وهو ترجمة للدعم الكبيرالذي تلقاه الرياضة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- والاهتمام المعنوي والمادي من سمو ولي عهده الأمين وساعده الأيمن الأمير محمد بن سلمان ومتابعة سمو رئيس هيئة الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل. والاحتفاء بالهلال في أماكن الترفيه والمواقع التأريخية هو جزء من ذلك المفهوم بأبعاده التنموية والإعلامية وترجمة لذلك العطاء. ولم يكن غريباً شمولية هذا الاحتفاء والتي أثبتت شعبية الزعيم محلياً وإقليمياً وعربياً.. وأثبتت الاحترام والتقدير لمكانته وتأريخه وزعامته.. العالمية صعبة قوية معادلة لم تكن ذات مجهول واحد لكنها معقدة التراكيب لم يكتفِ الهلال بفك طلاسمها وإيجاد (مجاهيلها) لكنه وضع معادلة جديدة يملك أسرارها ويعرف مجاهيلها في تحدٍ مع غيره هي (الآسيوية صعبة قوية) وعوداً على بدء يا أجمل من الأخيلة هذا جواب الأسئلة..) ووو (شبيه الريح وش باقي؟!) والله من وراء القصد