قُطعت أمس الأربعاء أغلب الطرق، وأُغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في جنوبالعراق، غداة يوم دموي في هذا البلد الذي يشهد منذ شهرين اضطرابات، تعد الأسوأ في تاريخه الحديث. ففي هذا البلد الذي يعد واحدًا من أكثر دول العالم ثراء بالنفط، وأيضًا من أكثر الدول فسادًا، يطالب المتظاهرون منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر بإصلاح النظام السياسي، وتغيير كامل طبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. وكانت هذه الاحتجاجات الأولى التي تخرج عفويًّا منذ عقود، وشهدت أعمال عنف، أوقعت أكثر من 350 قتيلاً منذ بدئها. وليل الثلاثاء/ الأربعاء، وبعد ساعات من وقوع أعمال عنف للمرة الأولى خلال النهار في مدينة كربلاء، استُخدم خلالها الرصاص الحي؛ وهو ما أدى إلى سقوط قتيل، بحسب مصادر طبية، أعلنت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية إغلاق جميع مدارس الأطفال الدينية في مدينتَي كربلاء والنجف المقدستَين، إضافة إلى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة إلى الشرق من كربلاء. وتواصل الأربعاء تصاعد سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء (100 كلم جنوببغداد).