اختتمت أمس الجمعة أعمال القمة العالمية الثانية لقادة الأديان التي تستضيفها العاصمة الأذربيجانية باكو، والتي افتتح فعالياتها رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، بحضور أكثر من 500 شخصية رفيعة المستوى من 70 دولة. ودعت القمة العالم إلى احترام التنوع الثقافي والديني، ومواجهة الإرهاب وأيديولوجيات العنف، واعتبار أي عمل عنيف ضد أي ديانة بمثابة عدوان على الأديان جميعاً. وأصدر المشاركون في القمة بياناً أكد على الأهمية البالغة التي توليها أذربيجان من أجل تطور التعاون الدولي، وتشكيل العلاقات بين الدولة والدين وتوطيدها بين الحضارات والأديان، والحفاظ على القيم الثقافية والقومية والمختلفة وتقاليد التعددية الثقافية. وأشاد «إعلان باكو» بمبادرة أذربيجان لعقد مؤتمر «الجهود المشتركة لقادة الأديان ورجال السياسة في مواجهة خطاب الكراهية من خلال وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي»، والذي يعقد في العام 2020 بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة ومركز باكو الدولي للتعاون بين الأديان والحضارات ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والثقافات. وعبّر المشاركون في المؤتمر عن قلقهم العميق إزاء تصاعد حالات الإرهاب والتمييز على أسس مختلفة وكراهية الأجانب وتزايد التعصب الديني والعرقي وقيام الجماعات المتطرفة والإرهابية بالتحريف المتعمد للقيم الدينية وتدمير التراث الثقافي والديني والتاريخي، وانعدام السلام والحوار العالمي والتضامن الإنساني في جميع أنحاء العالم نتيجة التدفق الجماعي للاجئين والمشردين والمهجرين. كما أدان «إعلان باكو» هدم المعالم الدينية والثقافية في مناطق أذربيجان الخاضعة لاحتلال أرمينيا، وشدد البيان على ضرورة تعزيز المساعي والجهود المشتركة من قبل المجتمع الدولي في تسوية النزاعات المسلحة التي تشكل عقبة رئيسة أمام التنمية المستدامة والاستقرار والأمن الدوليين. ودعا البيان الأممالمتحدة والمنظمات العالمية والإقليمية إلى استمرار تشجيع التفاهم والتعاون بين الحضارات واتخاذ التدابير الفعالة لكبح جماح ربط الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية باسم الدين لمنع الأعمال الإرهابية التي تقوم على ربط الإرهاب بالدين، وتقييم كل عمل إرهابي يتم ربطه باسم الدين عملاً إرهابياً مرتكباً ضد جميع الأديان والعمل على منع محاولات الإرهابيين استخدام القيم المقدسة للأديان في أغراضهم الدنيئة. ودعا المؤتمر إلى تعزيز التعاون في مجال منع الأيديولوجيات والدعايات التي تروج للعنف العنصري أو الديني أو الإثني والعمل على معالجة مشاكل اللاجئين والمشردين والمهجرين ودعم جهود الأممالمتحدة لتعزيز الحوار العالمي وكذلك بذل الجهود لمنع العنف في الأماكن المقدسة لجميع الأديان بما فيها القدس الشريف واحترام ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي للإسهام في تسوية النزاعات بما فيها النزاعات في الشرق الأدنى والنزاع الأرمني الأذري حول كارباخ الجبلية. كما شدد المؤتمر على أهمية التمسك بميثاق اليونسكو لتشجيع قبول واحترام التنوع الديني والثقافي والإثني، والحفاظ على التنوع الثقافي والتراث الديني والالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية منظمة الأممالمتحدة لحقوق الطفل. وفي الإطار ذاته، استقبل رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر. وناقش علييف مع أمين عام المركز زيادة حوادث كراهية الإسلام في بعض مناطق العالم، وأعربا من قلقهما إزاء ذلك، كما أشاد الرئيس الأذربيجاني بدعم المملكة لموقف بلاده العادل في نزاع قاراباغ الجبلي بين أرمينياوأذربيجان، وخطوة المملكة في عدم بناء علاقات دبلوماسية مع أرمينياالمحتلة. وبحسب وكالة أنباء أذربيجان، تناول اللقاء تدمير الآثار الثقافية الخاصة بالشعب الأذربيجاني والآثار الدينية في أرمينيا، بما فيها مساجد في الأراضي الأذربيجانيةالمحتلة.