كان هناك مدرب رائع يدعى (أولاريو كوزمين) يقوم على تدريب فريق الهلال العربي السعودي، وكان يسير بالفريق على أفضل ما يكون، بعد أن تمكن من إقامة علاقات ممتازة جداً مع اللاعبين تمخضّت عن توليفة منسجمة ورائعة وقوية، بحيث أصبح من الصعوبة على أي فريق اقتحام الحصون التي تميّز بها الفريق خلال تلك الفترة، فضلاً عن اندماج وانسجام ذلك المدرّب مع المجتمع الهلالي خاصة والسعودي عامة، مما دعا الإدارة الهلالية في حينه إلى منحه العضوية الشرفية، وهو ما يعني أن إقامته ستطول، وهو ما أدخل الرعب والذعر في قلوب المتربصين والحساد والحاقدين، باعتباره يمثّل خطراً عليهم وبالتالي حرمانهم من كثير من المكاسب، ما يعني بالنسبة لهم ضرورة التربّص والكيد له والعمل على الإيقاع به بأي شكل وبأية ذريعة حتى لو استدعى الأمر اصطناع مكيدة يتم الإيقاع به من خلالها وهو ما حدث بالفعل. فعلى الرغم من أنه لم يقم بالاعتداء على أحد، ذكراً كان أو أنثى، أمنياً أو غير أمنياً لا جسدياً ولا لفظياً، وكل مّا هنالك أنه رفض الصعود للمنصة إلّا بمعِّية بعض اللاعبين الذين شاركوا في تحقيق تلك البطولة والذين تم استبعادهم من القائمة المسموح بها لصعود المنصة بذريعة أن العدد محدّد، مما حدا به إلى الانسحاب والخروج من الملعب بكل أدب واحترام، بعد أن نجحت المكيدة بامتياز بدليل صدور قرار إلغاء عقده واستبعاده من البلاد خلال ساعات من وقوع المكيدة، تلك المكيدة التي لو لم تنجح لتمّ تدبير أخرى. هذه الأيام نقرأ ونسمع عن وقوع حالة (بلطجة) لفظيّة بطلها أحد اللاعبين العرب الذين بالغنا كثيراً في تدليله وتعظيمه إلى درجة (الهوس) بحق أحد العناصر الأمنيّة، ويبدو أن ذلك اللاعب وفي غمرة ما يجده من إسراف وتبذير في تدليله قد اعتقد أنه باستطاعته أن يفعل ما يشاء لاسيّما بعد إفلاته من عدّة ممارسات تستحق العقاب بعد أن تمّ إدراج بعضها تحت بند قدرته على التذاكي واستعدادنا نحن على تقبّل المسألة على اعتبار أن هناك من يقف خلفه ويحميه من أي عقاب، علاوةً على طابور من الإعلاميين (الصُفر) الذين ينافحون بضراوة عن ممارساته مما شجّعه على المضي قدماً في تطوير تلك الممارسات إلى أن بلغت (إهانة) العنصر الأمني، ومن يدري على من سيعتدي مستقبلاً؟! وهنا أتساءل: هل (الضمير) الذي جرّم (كوزمين) لا يزال على قيد الحياة فنراه ينتصر للعنصر الأمني (المحترم) بذات المستوى والقدر الذي عوقب به (كوزمين)، أم أنّ ثمّة فوارق مرعيّة بين الكيان الذي ينتمي له كوزمين وبين الكيان الآخر الذي ينتمي له اللاعب (المدلّل)؟! نحن بالانتظار، ولن نَمِلّ الانتظار.