حين أكون في مكان عام، ويكون هذا المكان حافلاً بالخدمات ومشعاً بالنظافة والنظام والترتيب، فسوف لن أتردد في دفع أية رسوم يتم فرضها علي، مقابل الاستفادة أو الاستمتاع بما تمَّ توفيره لي. أما إذا كان العكس، خدمات متواضعة وأنظمة غير متطورة، فسوف لن أقبل بدفع ريال واحد، كرسوم استخدام أو عبور لهذا المكان. قبل أيام، صدر قرار لهيئة الطيران المدني بفرض رسوم على الوصول لمطارات المملكة أو مغادرتها. ولقد صدم هذا القرار الجميع، دون استثناء، وذلك لأنه غير مبرر من جهة، لكون المطارات الأخرى لا تفرضه، وغير منطقي من جهة أخرى، لكون معظم مطاراتنا تعاني من فقر في كثير من الخدمات، ومن سوء التنظيم، كتأخير مواعيد الرحلات ومواعيد استلام العفش. وهنا سيبرز سؤال مهم: هل ستسهم الرسوم الجديدة في تحسين الأوضاع الراهنة وفي تطوير خدمات جديدة؟! إذا كان الأمر كذلك، فربما سيتفهَّم بعض دافعي الرسوم الأمر، وإن كان معظمهم لن يتفهّمه أبداً.