حذّر علماء ودعاة اليمن من خطورة استغلال الميليشيا الحوثية الإيرانية للمناسبات الدينية المختلفة في إلحاق الأضرار بالشعب اليمني، وطمس هويته. جاء ذلك في ندوة أقامها برنامج التواصل مع علماء اليمن، مساء أمس الأول، تحت عنوان «أبعاد استغلال ميليشيا الحوثي لما يسمى المولد النبوي». وقال المشرف على برنامج التواصل الشيخ عبدالله بن ضيف الله المطيري إن أنشطة البرنامج تهدف إلى الحفاظ على الهوية اليمنية، وتفعيل دور العلماء والدعاة في بيان الحق وتوحيد الكلمة، مؤكدًا أهمية الدور الذي يقوم به العلماء في صون المجتمع من الأفكار الفاسدة، ونشر العقيدة الصحيحة، منوهًا بجهود معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في متابعة ودعم برنامج التواصل والحرص على إنجاح فعالياته وتحقيقه لأهدافه. وبارك الشيخ المطيري وثيقة اتفاق الرياض، وقال: «إنها ستسهم في رأب الصدع وجمع الكلمة تحت سقف الدولة اليمنية، مشيدًا بالإنجاز التاريخي الذي مثّل تتويجًا لمساعي المملكة العربية السعودية في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع. وقدم عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ إبراهيم الأحمدي ورقة تناولت الأبعاد العقدية والفكرية لاستغلال الميليشيا الحوثية للمناسبات المختلفة ومنها ما يسمى المولد النبوي، وسعيها إلى تكريس الفكر والسلوك المنحرف، ونشر العقائد الفاسدة. وأشار إلى أن احتفالات الميليشيا الحوثية تعدّ اقتباسًا من احتفالات اتباع إيران في العراق ولبنان، وتأكيدًا على وقوفهم في خندق واحد ضد الأمة العربية والإسلامية، ودليلاً واضحًا على أن ميليشيا الحوثي الإرهابية أدوات إيرانية لتنفيذ مخططات في المنطقة. وأوضح أن قادة ميليشيا الحوثي يجعلون هذه المناسبات فرصة لتكريس الطائفية بصورة دخيلة على المجتمع اليمني، وشق المجتمع على قاعدة «من ليس معنا فهو ضد النبي». كما تناول عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الدكتور كمال القطوي في ورقة له البعد السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى محاولة الحوثيين تكريس الشرعية الدينية السلالية وتطبيع المجتمع على الوضع الحالي، لافتًا إلى الأبعاد الاقتصادية الهادفة إلى إيجاد مصادر تمويل للعصابات الحوثية، واستهداف المقاومة المجتمعية بالنهب والابتزاز. وكشف عن بنية الميليشيا الحوثية، وفي قلبها الفرقة الإيرانية الاثنا عشرية، وما يحيط بها من مجاميع سلالية جارودية، ويغلف كل ذلك مجاميع يتم استقطابهم واستغلالهم وتغذيتهم بالأفكار المتطرفة، ومنحهم شرعية نهب المجتمع ليصبحوا شركاء في جرائم السلب والنهب والابتزاز. وتطرق مدير المركز الإعلامي للبرنامج أحمد الصباحي في ورقته إلى الأبعاد الإعلامية لمظاهر الاحتفالات الحوثية بما يسمى المولد النبوي وغيرها من المناسبات التي تحاول صبغها بالصبغة الدينية لتضليل المجتمع وخداعة، واستغلال عاطفة الناس الدينية، والدعاية الجماهيرية، والتبرير لجرائم الميليشيا، وإظهار ارتباطهم بإيران بمظاهر الاحتفال للحصول على المزيد من الدعم، وإشغال المجتمع عن المطالبة بحقوقه. ولفت الصباحي الانتباه إلى أن الحوثيين يستميتون في رفع معنويات اتباعهم من خلال هذه المظاهر الاحتفالية، ومحاولتهم التوغل في المجتمع عن طريقها، والتغطية على الانتهاكات والجرائم التي يمارسونها ومنها القتل والنهب التي حرمها الإسلام وشدد على حرمتها رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي يتظاهرون بحبه ويرتكبون ما يخالف أوامره. من جانبه عد عضو برنامج التواصل الدكتور عبدالله بن غالب الحميري المناسبات ومنها ما يطلقون عليه المولد النبوي بالنسبة للحوثيين مصدر دخل واسترزاق واستحلال لأموال الناس، ويصب في خدمة المشروع الإيراني الفارسي الدخيل على اليمن والمنطقة. وأشاد المتحدثون بدعم وزارة الشؤون الإسلامية برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ لبرنامج التواصل مع علماء اليمن، وما يحظى به العلماء والدعاة من رعاية واهتمام وهو ما يعكس ترجمة الوزارة للتوجيهات السامية لرعاية علماء اليمن.