هلك أبو بكر البغدادي، وهو يرتعد خوفاً، كما ارتعد آلاف الأطفال والنساء من المجازر التي ارتكبتها دولةُ الخلافة بحقهم. هذا هو خليفتهم المزعوم؛ خليفة مَنْ لا يفكر بعقله، بل بأمراضه النفسية وأحقاده وتوتراته. هلك البغدادي، وكان لا بد أن يهلك، كما هلك الأولون من قبله، والذين بمجرد أن انتهت الحاجة إليهم، تمَّ رمي جثثهم في بحر الظلمات. السؤال المهم الآن: هل ستكون تلك الدروس المتوالية، لتصفية زعماء ما يسمى ب«الجهاد»، كافية لإيضاح حقيقتهم للأجيال الشابة؟! هل كل هذا اللعب المتواصل بهم، في مسرح عرائس المهرجانات الانتخابية، وفي استعراض العضلات السياسية، سيسهم في استفاقة العقول النائمة، التي لا تزال تحلم بأن مثل هؤلاء الإرهابيين سيحققون دولة الخلافة الإسلامية؟! ربما ستكون الفائدة الأكبر لتصفية البغدادي، في فضاء وصلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي إلى ما وصلت إليه، أن يفهم الشباب إلى أي مصير سيأخذهم هذا الفكر الدموي المتطرف.