المجتمعات التي سبقتنا في الترفيه ما زالت فعالياتها حتى اليوم تُسجل كثيرًا من الحوادث والتصرفات الدخيلة على طبيعتها والمُستهجنة من أفرادها، هكذا هي التجمعات الإنسانية وتفاعل الناس معها وتأثرهم بها، لذا لا يجب إخراج بعض التصرفات الخاطئة وغير المتوافقة مع طبيعة السعوديين وثقافتهم وأخلاقهم وقبل ذلك دينهم، التي تُسجل خلال موسم الرياض عن طبيعتها، فهي ستبقى مُمَّارسات فردية شاذة غير مقبولة لا يمكن تعميمها أو مُحاكمة المُجتمع وفعاليات الترفيه فيه بسببها، سواء كانت تعبر عن انفلات أخلاقي غير منضبط باسم التحضر والتقدم واستغلال الانفتاح والفعاليات الترفيهية التي تشهدها الرياض في موسمها الخيال، أو عبر سلوك فوضوي وعبثي صبياني من البعض داخل الفعاليات، كما حدث من رمي المخلفات في نافورة البوليفارد أو إسقاط أحد العارضين في ونتر وندرلاند بعد أن لا مسَّه أحد الشبان بطريقة ممازحة غير مقبولة. نعيش اليوم التاسع عشر لموسم الرياض الذي انطلق في 11 أكتوبر الجاري، وسط انضباط كبير وصورة حضارية مشرفة في التنظيم بين الحضور والجمهور، انعكست على سمعة المملكة وترحيبها بالعالم، وهذه بداية رائعة لمواسم السعودية ال 11في نسختها الأولى، ومؤشر مرتفع ما زالت العديد من الدول والمجتمعات تتمنى الوصول إليه في برامجها وفعالياتها، بعد مواسم طويلة ومتكررة من الترفيه، ولكن الرياض وجمهور وموسمها تحديداً، كانوا مُتفاعلين ورائعين وعلى الموعد حقاً، بفضل الدعم الذي تجده هيئة الترفيه، وحرصها على جودة الفعاليات ونوعيتها. نحن نتحدث هنا عن سبعين يوماً من الفعاليات المتنوعة والترفيه المستمر عبر 12 منطقة، بمُشاركة عشرات الآلاف من العارضين والعاملين، إضافة لملايين الزائرين الذين قدموا من كل مكان وبمختلف الثقافات، ومع ذلك لم تسجل أي حوادث تُذكر تعكِّر صفو الموسم، سوى تلك التصرفات الهامشية والسلوكيات التي تنم عن أخلاق أصحابها فقط، والتي تجد -للأسف- من يُحاول البعض تعميمها وتعظيمها، أو نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كل تصرف لا يتوافق مع ديننا، ولا يتسق مع ثقافتنا، ولا يحترم قوانين وأنظمة بلادنا، هو تصرف غير مسؤول وغير مقبول ومرفوض من الجميع، سنستمتع بموسم الرياض ونشاهد الخيال حقيقة على أرضها وفي فضائها، ونشكر هيئة الترفيه على هذا التنظيم المُذهل، ولا عزاء لحاقد أو حاسد أو مُتربص. وعلى دروب الخير نلتقي.