كنت قد كتبت في تحديد موقع حجر وسوقه وبعض من بلدانها مسبقاً مثل وبره والكرس والشط (إحدى المحرقتين) والمحرقة الأخرى (سلطانة) وياية (السويدي) وها هو قد آن الأوان لتحديد ما بعد ياية والمحرقة بناء على وصف الأصفهاني في كتابه بلاد العرب وهما نميلة وجليجلة متضمنتين نمار يقول الأصفهاني في كتابه بلاد العرب: ص 258: (ثم تصعد مستقبل المغرب فأول ما يستقبلك ياية وهي لأخلاط من الناس وفيها من آل سويد وهما من طي -إلى قوله - ثم عن يسار ذلك منصباً من بطن العرض محرقة..) وقد استفدنا من هذا النص السابق تحديد كل من ياية التي هي السويدي والمحرقة وهي سلطانة ثم يواصل الأصفهاني استعراض بلدات حجر فيقول في كتابه بلاد العرب ص 360: (ثم أسفل منها عن يسارها جليجلة فيها من كل ثم عن يسار ذلك أسفل من ذلك منحدراً مع الوادي إذا استقبلت الجنوب نميلة ونمار وهو بطن واد فمه يفرغ في العرض.. ). وفي هذا النص أعلام لا تزال محتفظة بأسمائها القديمة مثل نمار، نميلة، أما جليجلة فلا تعرف الآن بهذا الاسم وهي موصوفة فهي أسفل من محرقة التي حددنا في مقال سابق أنها سلطانة ونميلة إذا استقبلت الجنوب أي أنها شمالاً وهي موضع معروف يقع بالقرب إلى الغرب من تقاطع الكباري على طريق الملك فهد المتجه إلى الشفا من جهة ومن الجهة الأخرى إلى الشرق شارع الفريان شرقاً عن هذا التقاطع قليلاً. وأنا أختلف مع تحديد الأستاذ خالد السليمان -رحمه الله- اعتماداً على تحديد الشيخ إبراهيم بن عثمان –رحمه الله – في إطار بحثهما عن مسجد خالد بن الوليد (انظر معجم مدينة الرياض لخالد بن سليمان ص27..) فهو تحديد يخالف تحديد الأصفهاني في الجنوب الغربي من حلة ابن غنام جنوب شرق الجرادية ومن وجهة نظري أن جليجلة تقع في حديقة السويدي وبقايا المزرعة إلى الغرب منها حيث تقع فعلاً في منحدر الوادي وعن يسار سلطانة وعن يمين السويدي كما هو الوصف ومن أراد البحث عن مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه فليبحث عنه في هذا الإطار والله أعلم. ** **