مضى اليوم الوطني وكانت فيه الاحتفالات مميزة بدون شك استعدنا فيها ومن خلالها الأحداث التي نتج عنها بناء وتأسيس الدولة والتي عانى من أجل بنائها وتوحيدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن معاناة كبيرة، والذي من المؤكد أنه مهما كتب عنه في هذه القضية فإنه لن يوفيه حقه. لكن: هناك جوانب أتمنى أن توضع في الحسبان ويعمل بها عند الاحتفال بهذه الذكرى في الأعوام القادمة بحول الله، وأولها وأهمها الالتفات إلى دور المرأة سواء كان هذا الدور مباشر أو غير مباشر؛ فلا شك أنه كان للمرأة حضور وإسهام وإن كان غير واضح أو مؤثر تأثيراً كبيراً، إلا أنه في ظل توجه إعطاء المرأة حقوقها فإن الاهتمام بها وبدورها وتاريخها هو أمر مهم للغاية خاصة في اليوم الوطني. ويحضرني هنا دور الأميرة نورة بنت عبدالرحمن شقيقة الملك عبدالعزيز التي كانت سنداً وعضداً لشقيقها الملك عبدالعزيز، والذي كان الملك عبدالعزيز بدوره يعترف بفضلها ويثمن مواقفها ويقدر لها رأيها ودورها في حياته ومسيرته وانعكس ذلك على فخره بها واعتزازه باسمها وإعطائها مكانة كبيرة أثناء حكمه حتى لقبت ب(السيدة الأولى) من قبل بعض الأجانب الذين شبهوا حضورها ودورها بدور السيدة الأولى في الغرب. ويمكن أن نستعيد سير وتاريخ نساء أخريات ظهرن في فترة الأميرة نورة أو في فترات قبلها وكان لهن دور في الأحداث التي مرت على تاريخ الدولة السعودية في أدوارها المختلفة. ومثل هذا العمل سينمي الشعور الوطني لدى الفتيات، ويظهر لنا كم كان للمرأة دور ومكانة في مسار تاريخ الدولة، كما ينبه الفتيان إلى أن المرأة كانت فاعلة ومساهمة ومساندة ليس اليوم ولكن منذ القدم في تاريخ الدولة وهو امتداد للدور الذي قدمته المرأة في كل العصور الإسلامية.