أحد الأسئلة الجوهرية التي تواجهها الأسرة الدولية في شؤون الإرهاب، يتعلق بمسار ذلك العُنف المُسلح، لما يلزمهُ «صبرًا إستراتيجياً» على العالم التحلي به، وإلا لن يكون حالنا أفضل حالاً من سابقه، فلا يزال هناك فارق واضح بين إرهاب الدول، وإرهاب الجماعات العنقودية المُسلحة على اختلاف مُسمياتها، والمنطلق من عباءات «أيديولوجية» تارة والمتدثرة بأردية «دوغمائية» تارة أخرى، وفي كل الأحوال لا يحمل خيراً للبشر بل شر وموت، خاصة الإرهاب الفردي، أو أنموذج «الذئاب المُنفردة»، ممن يُصعب رصدها، حتى بأعتى دولة «أمريكا» التي وقعت الهجمات الإرهابية بها بين عامي 2006م و2015م والتي اتهم فيها رسميًا مُسلمون بنسبة 12.5 % من تلك الهجمات، أي أن 87.5 % منها بفعل أشخاص من ديانات أُخرى، ومع ذلك، فإن الإعلام الأمريكي يتجاهل تمامًا هذه الحقائق، ويركز فقط على الهجمات التي يشنها مسلمون ويتلككون بأن هناك سعودياً له علاقة بأحداث سبتمبر الدامية وفق وكالة «رويتز»، فهل هي مهنتهم الإعلامية أم مُتاجرات بشرية مُختلطة بدماء الساسة؟!. ومن هم هؤلاء الإرهابيون الذين يتعمد الإعلام الأمريكي، والساسة أيضًا، التستر عليهم؟. المشكلة الكبرى أنهم يعترفون ويفرضون عليهم العقوبات الواحدة تلو الأخرى، بل وكثيرًا ما يلتمسون لهم الأعذار من قبيل القول أنهم مُختلون عقليًا. إذاً لما التجاهل لأفعالهم، وحرف الأنظار عن جوهر الأسباب الحقيقية لإرهابهم؟!، ومن ثم معالجتها والتعامل معهم، بعيداً عن المُكايدات السياسية التي أهلكت شعوبها وتُعاني ويلات أنشطتها ودسائسها، بدءًا بشرار الأرض من الفُرس وأحزابها المُتطرفة بأراضيها وإهلاك شعبها، ثم جيرانها من العراق ولبنان واليمن التي أقلق منامهم فيها التحالف العربي بقيادة السعودية، حتى صار يُضاجع أحلامهم النصر بحريقين اندلعا بمعملين تابعين لشركة أرامكو السعودية استهدفتهما طائرات بدون طيار «درون»، أياً كان مصدرها صنعاء أو العراق -كما قيل أمريكياً-، فقد أطفأتها لُحمتنا الوطنية في بَقيقٍ وخريٍص بالمنطقةِ الشرقيةِ بعملية (توازنُ الردعِ الثانية)، متناسين أن الأولى وما سبقها، مثل الثانية في فشلها، فلم يوقفنا أجياش من الجُبناء أياً كانوا مختبئين، ولن يُوقف طاقاتنا ونفطنا عن الإنتاج أسلحة من الدمار الخائبة، أعددنا لهم رجالاً ذكرهم الله تعالى: «تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» سورة الانفال (60)؛ لنُثبت لهم ولمن خلفهم أن إستراتيجية «إدارة الأزمات» وتكتيك «النهايات المفتوحة» يتطلب «صبرًا إستراتيجيًا»، المملكة هي بابها السري وإلا ما كنا بأرض الجزيرة سادة الصبر ومنا حليم أمتنا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم. ختاماً: اللهم نستودعك وطننا وأهله، أمنه وأمانه، ليله ونهاره، أرضه وسمائه.. ربِّ اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.. حفظ الله الوطن وقائده وولي عهده، وأنعم علينا بحياة آمنة.