رحلة الملك عبدالعزيز رحمه الله مع توحيد المملكة هي رحلة جغرافية وسكانية.. فقد تميزت كل منطقة من مناطق المملكة التي وحدها بصفة وسمة جغرافية. العاصمة الرياض: خاض فيها المؤسس العديد من الحروب لتوحيدها، تضم هضبة نجد بعاليتها وسافلتها وحافة طويق الممتدة من وادي الدواسر جنوباً حتى تغوص في رمال الثويرات في الزلفي، إذن هي هضبة حجرية داخلها مدن وقرى صغيرة وسهوب رعوية. مكةالمكرمة: تميزت بمرتفعات جبال الحجاز والسهول الساحلية.. وهي أكبر تجمع سكاني طوال تاريخ الجزيرة العربية وشكلت محور الصراع السياسي والحضاري. المدينةالمنورة: تلتقي عندها مرتفعات الحجاز ومرتفعات مدين وهي أيضاً تجمع بين هضبة الحجاز والحرات وتعد موطناً استيطانياً برز كثيراً بعد ظهور الإسلام كأول عاصمة إسلامية. الشرقية: مزيج من رمال الدهناء والربع الخالي والجافورة وهضبة الصمان وتعد التجمع السكاني الثالث بعد مكةالمكرمةوالرياض. القصيم: الرابط الحضاري بين شرق العالم الإسلامي والمدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وأيضاً ما بين العواصم الحضارية في العراق والخليج وبين أراضي الجزيرة العربية. عسير: تمثل أعلى مرتفعات المملكة العربية السعودية جبال السروات ومنخضات تهامة الساحلية تميزت بالكثافة السكانية والتركيبة الجيولوجية الصعبة. تبوك: ركن الجزيرة العربية جمع بين جبال مدين وهضبة حسمي، وهي البوابة الواسعة لبلاد الشام. حائل: أعلى ارتفاعات وسط المملكة من خلال جبال أجا وسلمى وهي ممراً حضاريا لتجارة وحجاج العراق في الزمن القديم. الحدود الشمالية: شريط حدودي مع العراق يجمع أربع هضاب هي الحجرة والحماد والوديان والحرة وتعد المخزون الرعوي. جازان: ركن الجزيرة العربية الجنوبي الغربي والفاصل الحضاري بين أقاليم مختلفة الجبال السعودية واليمنية ويطل على حضارة شرق إفريقيا. نجران: هضبة جبلية وكثبان رملية فاصلة بين حدود السعودية واليمن تطل على أكبر تجمع رملي بالجزيرة العربية الربع الخالي. الباحة: مركز حضاري وغابة الجزيرة العربية تتناثر التجمعات السكانية على جباله في مرتفعات السروات. الجوف: الخزان الرملي للنفود الكبير وقوس الدهناء تعد مستوطناته البشرية الأقدم في شمال الجزيرة العربية وهي واحة زراعية وسط بحر من الرمال. هذه التركيبات الجيولوجية شكلت عائقاً لرحلة توحيد المملكة وصعبت من مهمة الملك عبدالعزيز يرحمه الله لكنها من جانب آخر باعدت بين التجمعات البشرية لتكون إيجابية ساعدت الملك عبدالعزيز وجيوشه للسيطرة على أقاليم الجزيرة العربية في فترة قصيرة وسريعة وهي اليوم تشكل تنوعاً بيئياً استثمارياً واقتصاداً من موارد تعدينية النفظ والغاز والمعادن، وموارد مائية عبر طول شواطئ المملكة وأوديتها التي تغذي الطبقات الحاملة للمياه وتغذي واحاتها الغنية بالزراعات، مناطق الرمال أدت دوراً فاعلاً في تعمير مدن المملكة في زمن الطفرة التنموية التي تعيشها المملكة، تلك التعقيدات الجغرافية التي واجهت جيل توحيد المملكة تحولت بحمد الله إلى عناصر إيجابية في الحياة الحضارية الحالية للمملكة.