بلادنا لها ارتباطها الديني كونها تضم أطهر بقاع العالم، وحاضرة الدين الإسلامي، ففي المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة وبهما الكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، ومرقد سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمسجد النبوي، وعلى أراضي مكةالمكرمة والمدينة المنورة شهد العالم ولادة الدين الإسلامي، والجيوش والقادة والعلماء والقبائل والشعوب التي تحملت مسؤولية نقل الرسالة إلى العالم. انطلقت الدعوة من جبال الحجاز وهضابها ثم إلى هضبة نجد وحافاتها، ثم جبال مدين وجبال السروات، ثم سواحل وتهامة البحر الأحمر، ثم رمال وسواحل الخليج العربي، سلكت الجيوش والدعاة طرق الحج والتجارة القديمة داخل الجزيرة العربية وخارجها. وبلادنا السعودية هي بالبداية اتحاد أقاليم بدأ الملك عبدالعزيز -رحمه الله بإقليمين، استعاد هضبة نجد بكاملها بما فيها جبال أجا وسلمى ورمال النفود الكبير شمالاً وحتى جبال طويق جنوب، ثم جبال الحجاز وهضابها، وأكمل الجزء الشمالي من المرتفعات الغربية جبال مدين وهضاب: حسمى والحماد والحجرة والوديان. ثم جنوبًا جبال السروات وهضبة عسير وهضبة نجران، ووسط حروب الجبال تمت استعادة أقاليم الرمال شرقي المملكة الربع الخالي والدهناء والجافورة وهضبة الصمان وسواحل الخليج العربي. هذه هي حكاية الأرض والطبوغرافيا، أما حكاية الناس والديمغرافيا حكاية البشر فهي حكاية أخرى للقبائل والشعوب والمدن لا تقل تعقيدًا عن حكاية جيولوجية الأرض المركبة، فالناس تشبه أراضيها وبيئتها وتعود لجذورها، لذا الإسلام متجذر فينا، والتاريخ الإسلامي متعلق بِنَا ونحن متعليقون به، وتوأمة الدين والأرض هي ديدن إنسان هذه الأرض، وبلادنا وقادتها الكرام يحافظون على هذا الترابط التاريخي بين نشر الدين وتعليم من يأتي بلادنا العقيدة الصحيحة. فدولتنا الحديثة القوية، تمسك باليد التاريخ الإسلامي وإرثه المجيد وباليد الأخرى مستقبل هذا الوطن الأبي والأشم الذي يتنافس مع الدول والآخرين للوصول إلى مربع الدول القوية.