يحتفل مئات المسلمين الفلبينيين (بانجسامورو) في الفلبين للمرة الأولى مع الشعب السعودي بيومه الوطني التاسع والثمانين الذي يصادف 23 سبتمبر كل عام. وفي مشهد مؤثر، ساده اللون الأخضر، والأعلام السعودية ترفرف عالية مع نغم النشيد الوطني السعودي، قامت مجموعة من الطلبة والطالبات من الكليات وطلاب المدارس الثانوية بجنوبالفلبين بتنظيم هذه الاحتفالات التاريخية منذ الأسبوع الماضي، وذلك بمبادرة من مسؤولي أكاديمية خديجة محمد الإسلامية، وكلية المعلمين المسلمين. وتقوم كلتا المؤسستَيْن بتدريس التعليم الغربي والإسلامي الحديث لتلبية احتياجات المجتمعات الإسلامية في هذا البلد الآسيوي الحيوي. في كلمتها بهذه المناسبة قالت المفوضة السابقة ورئيسة التعليم العالي في منطقة الحكم الذاتي في مينداناو المسلمة، الدكتورة نورما شريف: إن المملكة العربية السعودية أكبر المانحين في العالمَيْن الإسلامي والعربي من حيث المساعدة الإنسانية، وفي المرتبة الرابعة على مستوى العالم بالنسبة للمساعدات التنموية بغض النظر عن الانتماء الديني لمن تُقدَّم لهم تلك المساعدات؛ وهذا يشجعنا بقوة على التعاطف مع المملكة، ليس فقط من قِبل العالم الإسلامي، ولكن أيضًا من قِبل المجتمع الدولي؛ وذلك لسخاء المملكة العربية السعودية. وأضافت الدكتورة «نورما» قائلة: «إنه لشرف لي أن أعرب عن خالص شكري لحكومة المملكة العربية السعودية، وشعبها الطيب، في الذكرى التاسعة والثمانين؛ وذلك لرعايتها ومساعدتها المالية للمجتمع العالمي، خاصة بالنسبة للتعليم». ومن ناحيته، حثَّ داتو أغاخان شريف، رئيس كلية المعلمين المسلمين، العالم الإسلامي على حماية المملكة العربية السعودية، والدفاع عنها، قائلاً: «من واجب العالم الإسلامي حماية المملكة العربية السعودية، والدفاع عنها؛ إذ إنها منبع ديننا السلمي (الإسلام)، وموطن ميلاد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والمكان الذي يقع فيه الحرمان الشريفان. وأغتنم هذه المناسبة التاريخية لأعرب عن شكرنا لله سبحانه وتعالى، ثم للمملكة، على الخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية للأمة في جميع الجوانب، خاصة في التعليم والخدمات الإنسانية. ونحن من بين المستفيدين من كرم الحكومة السعودية وشعبها من أهل الخير، خاصة في مجال التعليم». وفي تصريح آخر قالت الدكتورة صوفيا أمبوان شريف، رئيسة أكاديمية خديجة ومحمد، التي سمت مدرستها باسم زوجة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، التي تستضيف الاحتفال الأول باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في جنوبالفلبين: إن الكتاب المقدس للمسلمين (القرآن الكريم) أنزله الله في تلك الأراضي المقدسة. وقالت إن البلدين يتمتعان بعلاقة ودية، ويعمل نحو مليون عامل من الفلبين هناك، ويرسلون مليارات من البيزوات في حوالات مالية سنوية إلى عائلاتهم. في الآونة الأخيرة وصلت مجموعة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى مدينة ماراوي للقيام بزيارة تفقدية لتقييم الاحتياجات الإنسانية للمدينة تمهيدًا لتقديم الاحتياجات الإنسانية لها؛ وذلك في أعقاب الحصار الذي دام خمسة أشهر عام 2017م. وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الفلبين، الدكتور عبد الله بن ناصر البصيري: من المتوقع أن يقدِّم المركز مساعدات بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكي لضحايا حصار ماراوي، وإعادة تأهيلها خلال عامين مقبلين. وسيتم تقديم التبرع من خلال التنسيق الدقيق مع وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية مباشرة إلى المستحقين المتضررين. وفي عام 2013 أرسلت المملكة أيضًا ما قيمته 10 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية لضحايا إعصار يولاندا لإعادة تأهيل مقاطعة فيساياس المتضررة، بينما قدمت أسرة سعودية أخرى المبلغ نفسه لضحايا الإعصار.