«تبولة» و»طعمية» أسماء أطلقت على طالبات نسبة لبلد المنشأ أو المنطقة التي تنتمي لها، بحسب دراسة علمية حول التنمر في مرحلة المراهقة المبكرة في السعودية عام 2016، طبعا السخرية والتندر أيضا شمل المناطق فلا عجب أن تسمع من تطلق على زميلتها «كليجا»، أو تسخر من اللهجات، أو الاختلافات الثقافية، والشكلية. قد يستهين البعض من آباء وأمهات، ومعلمين ومعلمات في تلفظ واستخدام الأطفال لكلمات وعبارات غير لائقة في تعامله مع الزملاء والأصدقاء في المدرسة، ربما إهمالا، أو جهلا بالتأثيرات السلبية للعنف اللفظي على المعنف الذي يعاني، وقد يتطور الموقف لعنف جسدي يفتك بالمعتدى عليه، وربما ينقله من خانة الأحياء إلى خانة الأموات، وبعدها نبحث عن الأسباب والحلول، لمعالجة التنمر بعد استفحاله وآثاره المدمرة. أظهرت دراسة سعودية عام 2015م بأن نسبة (25%) من الطلاب يتعرضون للتنمر, كما أشارت الدراسة التي طبقت على (13000) ألف طالب في سن المراهقة بأن التنمر المادي «الجسدي» يعد الأكثر بين الذكور، فيما يتضح التنمر النفسي أكثر بين الإناث في استخدام السخرية والانتقاص من الطرف المعنف. حادثة الطفل معتز لفتت الأنظار لحجم ظاهرة التنمر في مدارسنا، وألقت بظلالها على مدى فعالية الإجراءات الواجب اتخاذها تجاه مكافحة البلطجة والعنف في البيئة التعليمية. وقد أظهرت حادثة الطفل معتز ممارسات لا تقل خطورة عن التسبب في إزهاق روح بريئة في أكثر مكان يفترض أن يشعر فيه الطفل بالأمن وبالأمان، من هذه الممارسات تسريب إفادة أحد الطلاب الشهود على الحادثة بخطه واسمه، دون اهتمام بالطفل الشاهد، وما يمكن أن يتبع ذلك من تأثيرات سلبية عليه وعلى عائلته، في الواقع المدرسة هي المسؤول الأول عن تسريب شهادة الشاهد دون إذن وموافقة من الوزارة، أو أهل الشاهد. أيضا من الممارسات الخطيرة ظهور الطفل المتسبب في مقتل الطفل معتز في مقطع فيديو مع عم الضحية، بعد قيام العم بزيارة أهل الطفل الذي تسبب في مقتل معتز، حيث يظهر العم متعاطفا مع الطفل، محاولا التخفيف عليه من وطأة الشعور بالذنب. المحتوى الذي يظهر عم الطفل المقتول يحمل رسالة خطيرة تعزز للتنمر والبلطجة في مدارسنا، وتقلل من تأثير التنمر على الضحية والعائلة والمجتمع كذلك، كما أن سماح الأهل بظهور ابنهم المتسبب في الحادث المأساوي خطأ كبير، لما لذلك من عواقب وخيمة لنشر صورة الطفل المعتدي، وتأثيرها البعيد على الطفل ومستقبله. وأخيرًا .. الصمت الذي يلف وزارة التعليم بعد الحادثة ينبغي ألا يطول لمكافحة التنمر والبلطجة في المدارس، عبر تصميم برامج وقائية وعلاجية مساندة لمكافحة التنمر بكافة أشكاله، لذا أقترح أن يتم تصميم وتفعيل برنامج لمواجهة التنمر باسم «معتز» تخليدا لاسم الطفل البريء، وتذكيرا بعواقب التنمر الأليمة.