ليس من عادتي أن أمسك «مقالاً»؛ لأنهم منه بطريقة تأطرني أن أترنمه وأنا أقرأ.. سوى رثائية إبراهيم في أبيه وبجد يزن/ الأب عبدالرحمن بن علي التركي العمرو في «الجزيرة» الصفحة الأخيرة من عدد الاثنين ذي الرقم/ 11147، ذاك الذي خبرنا فيه (ابنه) وبأسطر معدودة بعض سيرة فيها عجاب. وهنا فعلاً أدركت مرام العرب تحفيزهم ب(خير الكلام ما قل ودل)؛ فقد دللتنا بعبارات وافيات وبقليل من التنميق الذي أوتيت (د. إبراهيم) ناصية به، يرومها.. كل من يبحث عن متعة العرض لا الاستعراض.. عن تاريخ عجيب لشخصية يكفيها أنك إحدى فلذات كبدها.. ما أكاد أقول فلتة خطير في التسطير.. كما شاهدنا في رثائك لأبيك. أقحوان عجيب لذته مما نمقه قلمك في أبيك، وزعفران مذاقه في ارتشاف كلمات موجزات، تحتاج لمن يفك أبعادها لا طلاسمها.. ليقرأ عن مكارم رجل بالفعل فذ، فكفاه فخرًا أنه من سلك التعليم، أقصد التربية والتعليم؛ وبالتالي حسبهم أنهم من مدرسة جيل، نما على يديهم وترعرع نبات ما نشاهد اليوم من دكاترة ووزراء (ما بعد الدال) ونظائرهم ممن على سواعدهم بلغ الوطن اليوم مبلغه. فيما الحلم لا يزال يدفع.. والأماني هي الأخرى ترفد لأن نكون أعلى مما بلغنا نحوًا مما أنشئ.. نبني كما بنى أوائلنا... ونفعل فوق ما فعلوا وهذه ال(فوق) هي الربوة التي نتسلق بكل ما نستطيع لكي نصعد عسى نبلغها. ولا نقف لدرجة ما بلغوا؛ فتلك هي القناعة السلبية التي تذكرك بقاعدة الاقتصاديين (إن كنت تستورد أكثر مما تصدر..) فراجع وجهة المجد التي ترجوها، وأين تكمن نجعتها من حثو خطاك. فلا تتثاءب أكثر من هذا فيمضي الزمن ويتركك مقارب المقام لمنتهى (محله سر). رحم الله والدكم ووالدينا وكل من سبقنا إلى الدار الآخرة، فقد كان ذاك جيلاً عجيبًا.. لأنه لم تكن بين يديه كما دللتنا حضارة اليوم! ومع ذلك فقد كان (ولدّاته).. أهلاً حين صاروا وتصورا من بعد ما صبروا وصابروا، واتكؤوا على ما تيسر لهم، فامتشقوا السبيل، واختطوا الطريق، ولم يشكوا أو يتبرموا.. كما هو حال البعض من جيلنا، الذي نأمل فيه نعم، لكن المنى أحايين تتقهقر. مع الرجاء الحار أن لا يكسر منها الظهر.