حرصت على حضور ندوة «الدراما السعودية.. تجارب وشهادات» لتواجد تجارب ناضجة في الدراما السعودية، هم الفنان محمد بخش، والمخرج عبدالخالق الغانم، والممثلة مريم الغامدي، والممثلة فاطمة البنوي، ولعل الأخيرة من جيل جديد، جاء بثقافة ووعي مختلفين، ولكن المفاجأة أن الشهادات تناولت كل شيء في الدراما، والصعوبات التي واجهتها، والعقبات المجتمعية، وتقصير المؤسسات الرسمية، و...و... لكنها تجاهلت أزمة النص، وأن «الورق» كما يسميه إخواننا المصريون ليس موجودًا، بغياب كاتب النص، والسيناريست، الذي يصنع القصة والحوار، فقصة درامية محكمة، وحوار جيد يمكن أن ينهض بالعمل الدرامي جيدًا، حتى مع نقص الإمكانات، لكن لن ينجح عمل ميزانيته ضخمة، بممثلين بارعين، ومخرج مميز، دون سيناريو متقن. لقد تساءل القنان القدير محمد بخش عن فقر أعمالنا؟ والإجابة هي فقيرة لأنها غير مكتملة العناصر، فالممثل لدينا هو الكاتب، الممثل هو المنتج، الممثل أيضًا هو المشرف العام على العمل؛ هكذا تورط الممثل بمهام خارجة عنه، وعن موهبته، وجعل من نفسه عالمًا بكل شيء، وهذا ما أصاب الدراما لدينا في مقتل، فلا يمكن أن يكون الممثل كاتبًا، أو قاصًا، أو روائيًا، حتى لو بذل جهداً مضاعفًا، وحتى مع عصف أفكار الورش الدرامية، لابد أولاً من كاتب يصنع السيناريو، لابد من حبكة متقنة تشد المشاهد من الحلقة الأولى، ما عدا ذلك فنحن ننفق ميزانيات ضخمة على أعمال درامية هشة، يهملها المشاهد بعد أول حلقة من المسلسل. باختصار لا أحد يقرأ، لا أحد يعرف إرث القصة القصيرة السعودية، التي انطلقت فنيا منذ سبعينات القرن الماضي، ولا الرواية السعودية التي ازدهرت في مرحلة الثمانينات وما بعدها، ويكتبون أعمالاً ضعيفة السيناريو والحوار، ومملة للغاية، بل تستخف أحيانًا بوعي المشاهد وثقافته.