لم يترك أسلافنا شأنا من شؤون حياتنا إلا ووضعوا له عنواناً تحذيرياً مستخلصاً من سلبيات وإيجابيات ذلك الشأن على شكل حكمة أو مَثَل كمضمون العنوان أعلاه، والذي يحمل في معناه نصيحة ذهبية تضمن لمن يحرص على تطبيقها عدم الوقوع في كثير من المتاعب. ولأننا نتحدث هنا في الشأن الرياضي بحكم التخصص فلابد من أن نتذكّر ونذكّر بما حدث خلال الموسم الماضي من أخطاء جسيمة ارتكبتها مرجعيتنا الكروية على كل المستويات، والتي أكاد أجزم بأنها لم تحدث في عهود الجاهلية الكروية!. فاللجان تم اختراقها والعبث فيها، وتكييف الكثير من الإجراءات لصالح أطراف على حساب أطراف اخرى، فضلاً عن السماح باختراق اللوائح والأنظمة الدولية والمحلية جهاراً نهاراً، كذلك بعض القرارات والتعليمات المريبة التي قضت باستبعاد رؤساء بعض الأندية وإبدالهم بآخرين دون معرفة الأسباب، ودون اتضاح أي تقصير من قبل أولئك الذين تم استبعادهم، مما أحدث الكثير من التحولات السلبية في نتائج وسير تلك الأندية، ما أدّى إلى فقدان حظوظها بعد أن فقدت توازنها بعد أن كانت في قمة توهجها وعنفوانها قبل حدوث تلك التدخلات. القصد: كثرة القرارات والتعديلات والتبديلات والتحولات والتدخلات التي حدثت خلال الموسم الماضي عصفت بالكثير من الجماليات التي كانت منتظرة ومفترضة عطفاً على ما تم توفيره من دعم غير مسبوق من لدن حكومتنا الرشيدة. لهذا اعتقد، بل أجزم أن من الحكمة والفطنة على من أُنيطت بهم مسؤولية قيادة كرتنا السعودية لأربع سنوات قادمة بدءا من هذا الموسم أن عليهم توخّي عدم الوقوع في ما وقع فيه أسلافهم من أخطاء جسيمة ما كان يجب حدوثها، كذلك عدم الوقوع في أخطاء جديدة مؤثرة عملاً بالحكمة التي تقول (الوقاية خير من العلاج). على فكرة: تقول الروايات أنه سُئل الحكيم (لقمان) عن سرّ بلوغه تلك الدرجة من الفطنة حتّى أصبح أشهر الحكماء، فقال: السرّ في ذلك أنني لا أقع في الأخطاء التي رأيت الناس يقعون فيها.