الحكمة معناها حسن التصرف من ذوي العقول النيرة الذين هم من الحكماء ولديهم البصيرة في معالجة الامور التي تتعلق بشؤون الحياة، والحكمة تعد من مكارم الاخلاق ومن القيم الحسنة والحكمة قيل عنها حكم الشيء واحكمه، أي منعه من الفساد. وقيل ان صاحب الحكمة هو المتقن للأمور، ومنع النفس من الجهل ومن الاخلاق الرذيلة والوقوع فيما هو مذموم ومعاب، والحكمة اصابة الحق بالعلو والعقل ومعرفة الافضل من الاشياء التي منها المنافع المنشودة، والحكمة قد ورد عنها آيات كثيرة في القرآن الكريم منها ما جاء في الآية 269 من سورة البقرة قول الله تبارك وتعالى (تؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا وما يذكر الا اولو الالباب)، وفي الآية 64 من سورة آل عمران قوله تعالى (لقد من اله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين) وفي الآية 125 من سورة النحل قال الله جل وعلا (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، وفي الآية 39 من سورة الاسراء قول الله عز وجل (ذلك مما أوحى إليك من ربك من الحكمة)، وفي الآية 12 من سورة لقمان قال الله تعالى (ولقد اتينا لقمان الحكمة ان أشكر لله)، وفي الآية 20 من سورة ص قال الله جل وعلا عن النبي داوود (وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب). هذا ومما ورد من الاحاديث عن الحكمة فمن حديث جاء فيه (الحكمة ضالة المؤمن فكل كلمة وعظتك وزجرتك ودعتك او نهتك عن قبيح فهي حكمة وحكم)، ومن حديث جاء في (الحكمة ضالة المؤمن من حيث ما وجدها فهو احق بها) ومن حديث جاء فيه (الحكمة عشرة اجزاء تسعة منها في العزلة وواحد في الصمت) ومن حديث جاء فيه (الحكمة ضالة المؤمن يأخذها ممن سمعها ولا يبالي من أي وعاء خرجت)، ومن حديث جاء فيه (خذ الحكمة أنى أتتك)، ومن قول للامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه (من تبصر في الفطنة تبيت له الحكمة) وقول له ايضاً (لا تضعوا الحكمة في غير اهلها فتظلموها ولا تمنعوها اهلها فتظلموهم). هذا ومما قيل من الشعر في الحكمة فقد قال الشاعر: طرفة بن العبد: اذا كنت في حاجة مرسلاً فارسل حكيماً ولا توصه وقال الزهراني: ان الحكيم اذا ما فتنة نجمت هو الذي بحبال الصبر يمتسك وقال شاعر: اشبع العقل حكمة واختياراً واملاء القلب رحمة وحنانا هذا وان هذه الأقوال التي وردت سالفا هي بشأن الحكمة ومحاسنها فلعل الحكمة بقدرة الله الحكيم أن تكون من صفات عباده المسلمين وهو ولي التوفيق.