وهكذا أستلقي في جوف الورق وألتحف القلم وأكتبك علّ هذا يزيل ما ترسب في عمق ذاتي.. أنا لا أذكر أنني ذات يوم بحثت عنك أو حاولت أن أصل لذلك؛ كل ما في الأمر أنني كنت أحلم وكانت هذه الأحلام لا تتعدى تمتمتي .. لو أنني رأيتك في قاع فنجان أو أني قرأتك في كفوف يدي لقلت بأنك شيء كان من رسمي .. أنا وجدتك في عنق زهرة وظهر غيمة وتجويف حلوى، وجدتك في دفاتري وأفكاري وعناوين كتاباتي. كيف لك أن تكون غير ذلك بي ؟! وقد وقفت لأجلك على كل رصيف .. رصيف محادثة ورصيف مكالمة ورصيف مكان ورصيف قلبي، مشيت في ارتكاز الشمس ونقصان القمر، ضاق ساعدي بنظرات الانتظار في ساعتي، مرت على وقفاتي كل فصول غضبك ولم تقتلعني سحائب أمطرت وشمس أحرقت ورياح اجتاحت ولم يستطع من ذلك شيء حتى أسأمك .. طالما كنت مشتعلة بك فلا تأتِ في آخر كل شيء وتطفئه .. من الجيد أننا خلقنا من طين نتشكل كيفما مرّ الماء من حولنا، وهذا يخفف وطأت الهم علينا .. تخيل لو أننا من حجر لمر الماء دون إدراك ولا حتى أثر .. إياك أن تُكذب المقبلين عليك بالاعتذار والتبرير، إياك أن ترد يوماً من أراد المواجهة في حين أنه يستطيع الفرار . المواجه لا يكذب ولا يعرف ذلك ولا يريد أن يخسر أبداً وطالما تجده على منصة الاستجواب . يبكي ويتحدث ويعطي .. ويكرر .. نستطيع الاستغناء تماماً كما استطعنا الحب لكن الأول سيحتاج منا ثمناً باهظاً لسنا جميعاً قادرين على سداده . فقد يقصم فرحك ويذوب صدرك وتنشق عينك ويموت وقتك ويتراكم وجعك وأنت فقط تحاول ..! تجاوز مادام هناك سعة لذلك ومادام الأمر لن يفعل بك إلا بكاء عشر ليال ونهار مادام هناك ممر للمرور ومجال لتتنفس . طالما أن قلبك فرّ من صدرك ليستقر صدري وعاش بين ضلعي وضلعي ... فلن ينسلخ من هذا الأمر حتى بالصعوبة . جميعنا نخطئ ولكن السؤال من منا جعل الخطأ دليلاً للبقاء وسخر الدمع قسماً للتمسك ونام على صدر الرضا وهو يردد لم أقف على هذا الرصيف كل هذا الوقت لأتركه لغيري وتذهب بعد ما شب شبابك في جسدي هكذا وأنا أنظر .. كل من كان له رصيفٌ لحب أحدهم لا يعبره حتى وإن كلفه الأمر سنوات من الوقوف ....!! ** **