صاحب الصفات الحميدة، والأعمال الجليلة، يرحل ويبقى حيًا بجميل ذكره وحسن عمله. صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبد العزيز رحل عنا وبقيت سيرته الطيبة، جميل الفضائل وله فضل الجمائل. أمير زهد بالمناصب رغم أنها بين يديه، إلا أنه لم يتولَ منصبًا قط في حياته، ورث المجد وورثه، تفرغ للأعمال الصالحة، والخصال الحميدة، رغم أنه لم يتولَ مناصب، إلا أنه ملء السمع والبصر مهما عددت من صفاته، فلن تحصرها، تواضعٌ، ونبلٌ، وحلمٌ، وكرمٌ، لين الجانب، طيب المعشر، وهذه الصفات اكتسبها أبناؤه البررة، حيث كان لي الشرف بالتعرف على نجله الأكبر، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، حيث توطدت علاقتي به منذ عقود من الزمن، شاهدت تلك الصفات في نجله الأمير فيصل -الذي دعا لوالده أبان مواراته الثراء، وأثر فينا كثيرًا ذلك الدعاء- وفي أيام العزاء سنحت لي الفرصة لتعرف على ابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني، ودار الحديث بيننا ولمست فيه تلك الصفات الحميدة. دائمًا ما أحب الكتابة عن الأحياء والإشادة بهم - لمن يستحقون ذلك - قبل أن أكتب عن الأموات، وأذكر أنني كتبت مقالاً عن الأمير بندر بن عبد العزيز قبل سنوات عدة، وهاتفني الأمير فيصل بن بندر بأريحيته المعهودة يثني على هذا المقال، ويناقشني فيه، وأعرف بحكم علاقتي بالأمير فيصل- أنه يحب والده -رحمه الله- حبًا جمًا، ولذا أثار شجوننا عندما وقف أمام قبر والده ووالدنا جمعيًا يدعو له. ماذا أقول وقد رحل أميرنا ووالدنا بندر.. رحل بندر بن عبد العزيز، رحل ببياضه، رحل بنقائه، رحل بطهره، رحل بضيائه. أفضال الأمير بندر متعددة، ومناقبه جمة، وكم قضيت على يديه من حاجات للناس. ولا غروَ أن يكون هذا الأمير محبوباً من الجميع، إذ يملك تلك الصفات النبيلة، وهو محبوب الكبار والصغار من الرجال والنساء.. ولمحبة الناس لهذا الأمير الذي لن ينسى، ولمحبة أبنائه توافد المعزون من كل مكان، بمشاعرهم الفياضة، يحملون حزن هذا الفقيد، ووفاءً للأمير فيصل بن بندر، ومحبة له، توافد المعزون من القصيموعسير، حيث كان أميرًا للقصيم من قبل، ونائبًا لأمير عسير قبل ذلك. الأمير بندر بن عبد العزيز كان طيباً إلى أبعد الحدود، كان نقياً كبياض الثلج.. اللهم أغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **