النبلاء تبقى أسماؤهم محفورة بالذاكرة مهما طال الزمن، وتباعدت المسافات، ومن هؤلاء النبلاء، النبيل محمد بن فهد السويلم (رحمه الله) وكيل إمارة منطقة القصيم الأسبق غادر القصيم منذ أكثر من ربع قرن، وبقى خالداً في أذهان النبلاء لا يمكن نسيانهم، ولا يمكن أبدًا محوهم من الذاكرة. أبو سلطان كان نبيلاً إلى أبعد الحدود، متواضعاً فوق ما يتصوره الإنسان، خدم الوطن، والمواطن، والمقيم في شتى المناطق من القصيم، لحائل، لنجران. ها هو الموت يختار الأخيار ويبعدهم عنا، والموت نقّاد على كفه جواهر يختار منها الجياد. رحم الله أبا سلطان، ذلك الظل الممتد الذي تعدى نفعه للجميع، والمرء كالظل لا بد أن يزول ذاك الظل بعد امتداد. كم هي قاسية لحظات الوداع، والفراق، وداع عزيز، وفراق نبيل تجزم أنك لن تلتقي به بعد في هذه الدنيا الفانية. أبو سلطان لن ننسى طلتك البهية، في مسيرتك العطرة، كنت ناكراً للذات، كنت نبع العطاء المتدفق، مهما سطرنا من حروف حزينة، وكلمات باكية، لن نوفيك حقك. كنت مدرسة في الأخلاق، والقيم الفاضلة. عُرف أبو سلطان بأنه يصالح، ولا يخاصم، يداوي ولا يجرح، والموت غالباً ما يسبق إلى أصحاب القلوب الطيبة والمعادن الثمينة. الناس للموت كخيل الطراد، فالسابق السابق منها الجواد في هذا الوقت يأتيك الخبر المحزن كلمح البصر، تبحث في إحدى وسائل الاتصال، عن خبر سار فتقع عيناك على خبر مفجع، لم أكن أتصور وأنا أقلب كلمات تويتر أن تقع عيني على خبر وفاة أبي سلطان لم أكن متهيئاً لهذا الخبر المفجع، الذي جاءني قبل أن يرتد إلي طرفي، ماذا عساي أن أقول عن رجل يحمل جل الصفات النبيلة عن رجل غادر بهدوء غادر بنفس عظيمة، مسالمة كان يحب الجميع والجميع يحبونه. أبا سطان ما علمتُ قبل موتك أن النجوم في التراب تغورُ رحمك الله أبا سلطان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **