تعد محافظة رحال ألمع بمنطقة عسير من المواقع السياحية الشهيرة التي تستقطب السياح من داخل المملكة وخارجها على مدار العام. وتتربع قريتها التراثية الشهيرة ضمن صدارة أهم وأبرز القرى التراثية في المملكة، لاسيما وأنها مقبلة هذا العام للانضمام في قائمة التراث العالمي باليونسكو. وتتميز رجال ألمع بحلتها الخضراء وجداول المياه المنهمرة من سفوح الجبال إلى بطون الأودية، لترسم للمشاهد لوحة ربانية بديعة، حيث تتربع قرى رجال ألمع على جبال شاهقة يزيد ارتفاعها عن 1800 متر عن مستوى سطح البحر الأحمر. وتبدأ رحلة الزائر إلى محافظة رجال ألمع انطلاقاً من مدينة أبها عبر طريقين رئيسيين أحدهما يربط مدينة أبها بمحافظة رجال ألمع من الجهة الغربية وذلك عن طريق «عقبة الصماء» التي تبعد حوالي 40 كيلومتراً، مروراً بوادي «العوص» الذي تتوزّع في جنباته مزارع «الذرة المحلية» و»الدخن» وبعض المنتجات الزراعية الأخرى مثل الخضراوات الطازجة والنباتات العطرية التي تشتهر بها المحافظات التهامية، ثم «الشعبين» وهو المركز الإداري الذي تتجمع فيه الإدارات الحكومية والحركة التجارية الدؤوبة، والطريق الآخر من الجهة الجنوبية الذي يشق الجبال بعدد من الأنفاق التي يتجاوز طول أحدها 1000 متر مما جعله من أطول الأنفاق في المملكة، ويربط الطريق محافظة رجال ألمع بمحافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان وعقبة ضلع المؤدية إلى مدينة أبها من الجهة الجنوبية. وحين يصل الزائر إلى رجال ألمع يتجول شمالاً وجنوباً بين مراكز وقرى المحافظة ليجد أمامه مساحات بصرية خضراء تتوزع بين جبال «قيس» و«صلب» و«بني جونة»، وهي من الأماكن المشهورة بالمناظر الخلاّبة والطبيعة الساحرة، يحاذيها من الجهة الغربية قرى «جبل غمرة» و»جبل المدرقة» التي توشحت برداء أخضر تتخلله مدرجات زراعية على الطريقة التقليدية. وقبل الصعود لهذه الجبال الشاهقة المغطاة بالغابات الكثيفة يمكن التجول والاستمتاع بالأودية التي تحاط بغابات من أشجار «السدر» و«الجميز» و«الأثب» مثل أودية «رُجال» و«رحب» و«الصليل»و«الميل» و«راده» و«محلية» و«العاينه». وتشتمل محافظة رجال ألمع على عشرات القرى والبلدات، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 65 ألف نسمة، وتشتهر بجمال الطبيعة والآثار التي تتوزع في قراها، من أبرزها قرية «رُجال» التي تستعد حالياً لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي في «اليونسكو»، حيث عُرفت ببنائها الهندسي البديع وبقصورها التي يبلغ ارتفاعها ستة طوابق وربما تزيد، كما تتميز بتلاصقها المثير على مساحات صغيرة في ضفاف الوادي. كذلك يمكن للزائر أن يشاهد وسط جبال رجال ألمع ومن كل اتجاهاتها حصوناً تراثية ترتفع إلى عدة طوابق مبنية بالحجر الصوان بشكل كامل ومزينة بحبات من حصى «المرو»، إضافة إلى «القصبات الحربية» وهي مبان حجرية هُيئت على شكل مخروطي وتحتل مواقع إستراتيجية على رؤوس الجبال.