الفنان الجميل فايز المالكي طرح فجر أمس «الأحد» -بكل حب وأدب- قضية مهمة وحساسة جداً -سبق أن تحدثتُ عنها في أكثر من مقال هنا- وهي تمادي بعض مشاهير السوشيال ميديا من المقيمين في تصرفاتهم التي لا تحترم عادات وتقاليد المجتمع السعودي، وانتحالهم شخصية «إعلاميين ومشاهير سعوديين» بشكل غير لائق، لذا نُطالب جميعاً النيابة العامة بالتدخل لتجريم ومُعاقبة كل من ينتحل صفة «إعلامي أو مشهور سعودي» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي دعوة في محلها ومكانها «أطلقها فايز» وتدخل ضمن «انتحال الشخصية» الذي يُعاقب عليه القانون، وأرجو أن يتم التنبيه على ذلك من النيابة العامة لتتوقف مثل هذه المُمارسات الخاطئة التي لها تأثير وخطر على المجتمع المفتون أصلاً «بوسائل التواصل الاجتماعي» ومشاهيرها. لا يمكن أن نكون «عنصريين» عندما ندعو مشاهير برامج التواصل الاجتماعي من «المقيمين والمقيمات» في المملكة للكشف عن جنسياتهم الحقيقية واحترام عادات وتقاليد المجتمع السعودي وعدم إظهار «عاداتهم وتقاليدهم الخاصة» التي قد لا تتوافق مع طبيعة وشخصية المجتمع السعودي، وكأنَّهم مشاهير سعوديون لأنَّ هذا له تأثير أخلاقي واجتماعي على مُتابعيهم من المُراهقين السعوديين، والنقطة الأهم دائماً أنَّ بعض هؤلاء المشاهير «غير السعوديين» الذين يعيشون بيننا ويتحدثون بلهجتنا تمادوا في «الطقطة» و»التذمر والانتقاد وخلق حالة من عدم الرضا» تجاه مواقف وأنظمة وقوانين وسلوكيات تخص السعوديين وحدهم، ولا يجوز لأي أحد التدخل فيها حتى لو عاش أو ولد في هذا البلد الكريم، مُستغلين مناخ الانفتاح والتطور الذي يعيشه المجتمع السعودي، فهذا -برأيي- لا يعطي الحق لكائن من كان لانتحال شخصية «إعلامي سعودي» واعتلاء المنبر والتحدث باسم السعوديين الذين لديهم القدرة والإمكانات للتعبير عن قضاياهم وطرحها ومناقشتها بكل حرية مسؤولة ومنضبطة من باب حب البلد والخوف عليها، بل إنَّ المناخ الإعلامي الصحي وحرية التعبير المجتمعي في السعودية هما من منحا أمثال «هؤلاء» القدرة على الكلام والتعبير والشهرة بعيداً عن بلدانهم الأصلية. لذا نحن أولى بقضايانا وشؤون مجتمعنا من غيرنا، ولكل مقيم بيننا الحب والتقدير والكرامة والترحيب -كما هي عادة السعودية وشعبها- تجاه كل من يعيشون في كنفها ويستظلون بظلها، ولا ضير أو انتقاص عندما يُعرِّف كل مشهور أو يكشف عن جنسيته التي يحملها ويجب عليه أن يعتز بها أولاً، قبل أن يختبئ خلف الجنسية السعودية بحثاً عن الإعلان أو الشهرة، فمن يتحدث عن مجتمعنا عليه أن يتحدث من هذا المُنطلق وليس كمن يمثِّل السعودية والسعوديين. غداً للحديث بقية.. وعلى دروب الخير نلتقي.