بحث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس، مع الممثل الخاص للولايات المتحدة المعني بالأزمة السورية «جيمس جيفري»، الذي يقوم حاليًا بزيارة للقاهرة، آخر تطورات الجهود والاتصالات الجارية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية لها. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، السفير محمود عفيفي، أن «جيفري» عرض على «أبو الغيط «نتائج الاتصالات التي يضطلع بها مع مختلف الأطراف، سواء فيما يتعلق بالجوانب السياسية للأزمة أو جوانبها الأمنية، مؤكدًا حرص بلاده للتعرف على رؤية الجامعة العربية تجاه تطورات الأزمة وسبل التعامل معها، خاصة في ظل التعقيدات المختلفة التي تشهدها، وتداخل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية في أبعادها المختلفة، وأيضًا وجود مصلحة مشتركة لكافة الأطراف التي ترغب في عودة الاستقرار إلى سوريا في تصفية وإنهاء كافة نشاطات الجماعات والتنظيمات الإرهابية على الأرض السورية. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن «أبو الغيط» حرص بدوره على تأكيد ترحيبه بالتواصل مع الجانب الأمريكي في هذا الصدد، أخذًا في الحسبان أن الأزمة السورية هي في الأساس أزمة عربية، وأنه حرص شخصيًا منذ تولى مهام منصبه على إعادة تنشيط دور الجامعة العربية في التعامل معها. وجدد الأمين العام، ثوابت الموقف العربي من الأزمة في سوريا وعلى رأسها ضرورة الحفاظ على الوحدة الإقليمية للأرض السورية، وأهمية احترام السيادة السورية، والعمل على تحقيق تسوية سياسية بين الأطراف السورية تتأسس على مقررات مؤتمر «جنيف 1»، ومخاطبة آمال وطموحات كافة أبناء الشعب السوري كونهم أصحاب الحق الأصيل في تقرير مستقبل بلدهم، وذلك بما يكفل الوقف الكامل لنزيف الدماء الذي طال مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري على مدى السنوات الثماني الأخيرة. من جهة ثانية حذَّرت الجامعة العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية مما تشهده المنطقة العربية خلال العقد الحالي من تراجع وانتكاسة واضحة في حقوق الأطفال العرب بسبب ما مرت به المنطقة من تحولات تاريخية سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، أحدثت تدهورًا في كل الأوضاع الإنسانية.. وكان الأطفال من أكثر الفئات تضررًا. وقالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في البيان المشترك الصادر أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي يوافق 12 يونيو من كل عام، إن الأطفال اليوم يعانون من اطراد في نسب العنف المباشر وغير المباشر، واللجوء والنزوح القسري، وارتفاع معدلات سوء التغذية، وانهيار في كثير من الخدمات الصحية والتعليمية، مع ارتفاع نسب الفقر والبطالة وأسعار السلع الغذائية والوقود وندرة المياه. وأشار البيان إلى أن قضية عمل الأطفال في المنطقة العربية تعد إحدى أبرز قضايا انتهاك حقوق الأطفال والإساءة لهم؛ إذ تشير الأرقام والإحصاءات إلى وجود زيادة مطردة في الاستخدام المباشر وغير المباشر للأطفال في كل قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة، وفي الشوارع، وفي أنشطة غير مشروعة، مثل العمل القسري والسخرية، إضافة إلى تجنيدهم واستخدامهم كدروع بشرية، بل إشراكهم في أعمال مسلحة أو مرتبطة بالإرهاب.