الفنان الكويتي طارق العلي ذكي جداً، استفاد من «موسم العيد» لتقديم العرض الأول لمسرحيته «عنتر المفلتر» للجمهور السعودي، لأنَّه يعلم أنَّ خشبة «مسرح الرياض» تعني نجاح المسرحية التي ستجوب مُدنًا سعودية ودولاً أخرى في عروضها اللاحقة وخصوصاً أنّها تتحدث بجرأة عن ظواهر اجتماعية سلبية على رأسها الفساد الذي باتت «الرياض» عنواناً لمحاربته، العمل الذي تختتم عروضه هذا المساء بجامعة الأميرة نورة لا يخلو من إسقاطات ورسائل مُبطَّنة لكل مسؤول مؤتمن في كل مكان وبلد بقالب كوميدي ساخر، ولو كان عنوان وموضوع المسرحية مُختلفاً فأنا مُتأكد أنَّ الدكتور طارق سيختار الرياض أيضاً وموسم العيد للانطلاق، لإيمانه التام بتأثير الجمهور السعودي كعامل نجاح لأي عمل في بلد المنشأ والصناعة الفنية فكيف بحال قدوم هذه الأعمال إليه واقترابها أكثر، ولا سيما أنَّ الحراك الفني المصاحب لموسم العيد شكل حالة فريدة أصابت عديدً من الفنانين الخليجيين والعرب الذين التقيتهم بالذهول من هذا الاحتفاء والارتقاء «بالنوع والكم» والرضاء المادي، ما يدل على مستوى «الذائقة» عند الجمهور الذي لم يعد يقبل بأقل من نجوم الصف الأول في العروض المُقدمة له في مثل هذه المناسبات. على بعد 9 كم من عرض «عنتر المفلتر»، يُحاول الفنان المصري محمد سعد الشهير ب«بوحه أو اللمبي» أن يضع له قدم على خريطة المسرح السعودي في «ثاني تجربة» يخوضها في المملكة، اللمبي لديه الكثير كما يقول ليُفاجئ به السعوديين، فنجاح التجربة يعني توسعه المُشاركة في المواسم المقبلة بعمل أضخم، رغم أنَّ حضور مسرحية «فوق كُبري ستانلي» يعني ساعتين من الضحك المُستمر والبهجة مع اللمبي وفريقه الفني الاستعراضي، وفي تقديري أنَّ محمد سعد ليس أقل ذكاءً من غيره، فقد عرف أن الطريق لمزيد من الشهرة والنجاح في منطقة الخليج يمرُّ عبر الجمهور السعودي ومسرح موسم العيد، ولربما شاهدنا العرض الأول لأحد أعماله السينمائية المُقبلة ينطلق من سينما الرياض قريباً. بعد موسم «فني دسم» تنافس فيه الفنانون العرب على وجود أعمالهم الرمضانية على شاشات القنوات والفضائيات السعودية، نحن أمام موسم آخر ستتكرر فيه المنافسة سنوياً لتقديم أعمال فنية ومسرحية وغنائية لمُصافحة الجمهور السعودي في موسم الأعياد، فهناك 12 مسرحية بنجومها الكبار، إضافة للعديد من الحفلات الغنائية نجوم الصف الأول تقدم الآن في مُختلف مناطق المملكة، بذات الطريقة التي يفكر فيها «اللمبي وطارق العلي»، ما يجعلنا أمام «منصة فنية جديدة» لموسم العيد، يجب أن نستثمرها بالشكل الصحيح كي نستفيد في مرحلة ما، مثلما أنَّنا نُفيد غيرنا الآن. وعلى دروب الخير نلتقي.