بينما أتابع بعض وسائل التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار على الشاشة التي نقلت ما فجع قلوب السعوديين على أمنهم, وروّعت المقيمين الآمنين على أرض هذه البلاد الطاهرة، وذلك من هجمات شرسة على ناقلتي نفط سعودية, وفي اليوم التالي هجوم غاشم بالطيران على أنابيب نفط في المملكة العربية السعودية, وذلك الاعتداء الآثم وهذه الهجمات الشرسة أفصح عنها ناطق إعلامي لأحزاب وميليشيات إرهابية لا تعترف بالمواثيق الدولية, ومعاهدات السلام في الشرق الأوسط, على أن تلك العصابات الإرهابية تتمسّح بمسوح الدين! وأثناء ذلك كله إذا بصديق لي يهديني قصيدةً من ديوان له بعنوان: (أبجديات الروح والجسد) وهو الشاعر المعروف «حمد حميد الرشيدي»؛ ولكونه صديقًا لي في المهنة, وبيننا بعض التقارب في الآراء تجاه بعض الأفكار, أحببت أن أسقط بعضاً من أبيات قصيدةٍ له بعنوان «نحن السعوديون»؛ كقراءة للحال التي تعيشها بلادنا الحبيبة: فالشاعر يؤكد على تلاحم المجتمع السعودي رجالاً ونساءً, شيوخاً وشباباً وأطفالاً في مواجهة الهجمات الإرهابية, والتصدّي لآفة الغلو والتطرّف, وأنه مهما حاول العدو الجاهل, والعميل الخائن الخداع أو التدليس فإنه سيُكشف أمره -بإذن الله- ويُفضح كذبه, ويوضّح الشاعر صفاء نوايا المجتمع السعودي قيادةً وشعباً, وحسن توكله على خالقه -جلّ جلاله- وذلك بابتعاده عن الزيف والتدليس. وهنا يؤكد الشاعر مزية هذه البلاد المباركة عن باقي دول العالم؛ بما أنعم الله عليها من خدمة زوّار الحرمين الشريفين وأن هذه البلاد مهبط الوحي, ومهد رسالة خير الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-, وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين, ومن اقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين. يوضح الشاعر عدم وجود أي فضيلة أو فوارق في الانتماءات القبليّة, فكل ذلك يندثر أمام الفخر والاعتزاز بالجنسية السعودية, وكذلك يأخذ الشاعر الاهتمام بالبعد التاريخي لشبه الجزيرة العربية, وأنها منبع القبائل العربية وأصلها، وأن معظم الدول العربية -بعد الفتح الإسلامي- هاجر إليها عدة قبائل عربية, وكانت هناك مصاهرة وأنساب ما زالت تحافظ عليها معظم الأسر هناك, وتفتخر بها إلى الآن, وكذلك يذكر الشاعر صفات تميّز بها المجتمع السعودي من عزة النفس والرفعة عن الهوان, وبعده عن إحداث القلاقل والفتن. ويتجلّى معنى الإيثار والمحبة لدى السعودي وذلك باستقبال المعاهد بالترحاب, والبعد عن إيذائه أو خيانة العهود, وأن بيوتنا تؤتى من أبوابها؛ ولعلّ في ذلك أسمى صفات الكرم السعودي, وذوقه الرفيع, وصدق انتمائه لقيادته. وهنا يصرّح الشاعر إلى بعض عصابات التطرّف التي أخذت على عاتقها تبعية العدو الأجنبي, ويصف ذلك العدو بالذنب لهوانه وحقارة شأنه, كما يجمع الشاعر أبرز صفات المجتمع السعودي التي تميزه عن غيره, فالسعوديون خير عون للصديق, وخير من يقف معه في محنته, وهو عقوبة المعتدي ونتيجة حتميّة للمخرب والخائن؛ لسوء أفعاله وخروجه على طريق الحق والرشاد. ** **