نعم: هذا الفريق المدعو الهلال الماثل أمامنا حالياً، لا يمتّ للهلال الذي نعرفه وتعرفه آسيا قاطبة بأية صلة!. ذلك أن الهلال الذي نعرفه لا يمكن بأي حال أن يكون على هذا القدر من الهوان مهما تكالبت عليه الظروف، ومهما (تفننوا) في رسم خطط وتدابير الإطاحة به. لعلها المرة الأولى التي أجد فيها نفسي في حيرة من أمري حول كيفيّة التعاطي مع حالة ما كحالة الهلال اليوم، بين التساؤل: هل أتعاطف معه؟، أم أرثيه؟، أم أغضب منه؟، أو عليه؟، أو من أجله؟. ذلك أنه إلى منتصف الموسم.. كان الفريق يقدم مستوياته وفنونه الأدائية المبهرة التي عُرف بها منذ القِدَم، مقرونة بالنتائج التي ترتعد لها فرائص الأضداد. غيرأنه مع التحولات الإدارية التي حدثت وما نتج عنها من تحولات تدريبية وفنية بدأت معها مستويات ونتائج الفريق في الانحدار شيئاً فشيء.. ثم بدأت مرحلة فقدان التوازن ونزيف النقاط تباعاً؟!. ومن ثم بدأت مرحلة نزيف ماهو أهم وأثمن من النقاط، ألا وهي هيبة الهلال التي اكتسبها عبر مراحل تاريخه البطولي المديد.. وهكذا أخذت الأمور تسير صوب الهاوية إلى أن أضحى الفريق المرعب (ملطشة) للفرق صغيرها قبل كبيرها، حتى باتت شباكه مطمعاً لتسجيل النسب العالية من الأهداف، فيما الإدارة (العبقرية) تراقب الوضع وكأن الأمر لا يعنيها، أو كأنها راضية بما يحدث. لهذا كان من الطبيعي أنه بحلول موسم الحصاد، أن تسلّم الإدارة (الخايبة) (مرغمة) جَمل الاستحقاقات والبطولات لهذا الموسم بما حمل لإدارات أندية عرفت من أين تؤكل الكتف رغم محدودية خبرتها قياساً بخبرة الإدارة الهلالية المفترضة.. ورغم أن الهلال كان المرشح والمؤهل بكل المقاييس لتحقيق نصفها على أقل تقدير لولا أن القوس أُعطيت لغير باريها إدارياً وفنياً!. يعني بصريح العبارة: هذه الإدارة حوّلت الفريق من عملاق مهاب، إلى (مسخ) تتلذذ، وتتفنن فرق الوسط والمؤخِرة في إتخام شباكه بالأهداف من كل صنف ولون، فضلاً عن إخراجه من المسابقات الواحدة تلو الأخرى. الحقيقة التي يجب أن تُقال، إن اللوم لا يقع كله على الإدارة، بقدر ما يقع على رجالات الزعيم الذين اكتفوا بالفرجة ولم يتدخلوا لإنقاذ الفريق رغم اتضاح حجم ما يحدث فيه من عبث تحوّل معه إلى فرجة (للي يسوى واللي ما يسوى) وعلى طريقة (اللي ما يشتري يتفرج) (الله المستعان). شهركم مبارك مبارك عليكم الشهر الفضيل جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه.. وكل عام وأنتم بخير.