فرض فريقا الاتحاد والتعاون وجودهما في نهائي بطولة كأس الملك ليكونا (سفيرين فوق العادة) للشباب السعودي والرياضيين في (عرس) الكرة السعودية وفي حضرة التشريف الكبير من والد الجميع وقائد الأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث يسلم -يحفظه الله- كأسه الذهبية للفائز بنتيجة اللقاء في مباراة لا خاسر فيها، وستغمر السعادة لاعبي الفريقين ومسؤوليهما وجماهيرهما وهما يحظيان بشرف المثول والسلام عليه وتمثيل الرياضيين جميعًا في الحفل السنوي المعتاد الذي يبهج ويفرح ويحتفل به الوطن من أقصاه إلى أقصاه. نهائي كبير ومثير وممتع ينتظره الجميع في اللقاء المرتقب، الذي يجمع بين أفضل فريقين في المسابقة هذا الموسم، حيث نجحا في تجاوز محطات صعبة ومنافسة شرسة وقدما مهر الوصول إلى النهائي بعد مستويات كبيرة وأفعال كروية ممتعة، خاصة في الأمتار الأخيرة ومباراتي نصف النهائي، وتمكنا من التأهل على حساب فريقين كبيرين، (المتنافسين على صدارة وبطولة الدوري منذ بدايته ولا يزالان) وبطريقة لعبة الكراسي والسباق (رأسا برأس) أو كما يقولون بالبلدي (الصّدام بالصّدام) وأقصد فريق الهلال الذي تأهل التعاون على حسابه، وفريق النصر الذي تأهل الاتحاد على حسابه، وشهدت مباراتا نصف النهائي (مهرجانًا) من الأهداف، إذا حفلت بأحد عشر هدفًا بالتمام والكمال، منها خمسة أهداف للتعاون فاز بها على (الزعيم) وأربعة أهداف للاتحاد، فاز بها على (العالمي) مقابل هدفين، وذلك يعني أننا أمام فريقين يلعبان كرة هجومية وطريقة لعب مفتوحة، ويملكان أسماء تجيد التعامل مع الفرص وكرات التسجيل في المرمى، حتى وإن كانت حسابات النهائي ستختلف كثيرًا؛ فكل فريق يطمع في اللقب والحصول عليه، الاتحاد يريدها (عاشرة) مع الاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي، والتعاون يبحث عن لقبه الأول في تاريخه، في ثاني وصول له للنهائي، وكلاهما مؤهل وبشكل كامل للحصول عليه وإن كان كل فريق لديه (مميزات) تختلف عن الآخر مع الجوانب غير الفنية، والمحفزات خارج المستطيل الأخضر، فالتعاون يمتلك الطموح والأعصاب الهادئة والاتحاد لديه الثقة والتجارب وخبرة النهائيات ومواجهة الكؤوس، وهو بطل الكأس في آخر موسمين، حيث فاز بكأسي سمو ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين في العام الماضي والذي قبله على التوالي، وستكون أحد أكبر المحفزات للفريقين معًا، أن الفائز بالبطولة سيتأهل مباشرة إلى دوري أبطال آسيا، وهو ما حصل عليه (العميد) في الموسم الماضي، وما يعمل عليه وبقوة (سكري القصيم) هذا الموسم، سواء من خلال الدوري الذي ينافس فيه بقوة على المركز الثالث من أجل هذا الهدف، والفوز بالكأس يختصر المشوار ويضمن بلوغ المراد دون انتظار لنتائج آخر الدوري، حتى وإن كانت واحدة من مباراتيه المتبقيتين أمام منافسه المباشر على المركز الثالث، لكنه حتمًا يفضل اللعب (على المضمون). اللعب على المضمون هو أيضًا شعار لاعبي الاتحاد، فليس أقوى ولا أبلغ من رد اعتبار وإنقاذ أسوأ موسم مر على تاريخ النادي، من تحقيق الكأس الغالية، والحفاظ على اللقب الثمين، وهو الذي أصبح شبه ضامن (بحول الله وقوته) النجاة من (مظلة الهبوط) التي احتضنته طوال الموسم، وإن جاءت البطولة فسيقدم لاعبوه أجمل وأغلى اعتذار يقدمه لاعبو فريق لجماهيره. كلام مشفر « حافز إضافي آخر سيتحقق للفريق (البطل) الذي سيحظى بالكأس الغالية، هو لعب مباراة (السوبر) السنوية المنتظرة في مستهل الموسم الجديد أمام بطل الدوري القادم. « من يشاهد فريق الاتحاد في آخر مباراتين لا يمكن أن يصدق أنه فريق ينافس على الهروب من مظلة الهبوط، من حيث الأداء والعناصر والأسماء والأهم من كل ذلك (الروح العالية) التي يقدمها لاعبو الفريق، إضافة إلى امتلاكه دكة بدلاء قوية تمنح مدربه إمكانية الاستفادة من أوراقها كعنصر مفاجأة لمدرب الفريق المنافس تقلب موازين القوة. « تحظى المباراة بأفضل مدربين في المسابقة هذا الموسم، بل إن مدرب التعاون (بيدرو مانويل) يعد مدرب الموسم بلا جدال، فهو قدم فريقه كأمتع ما يكون، أداء ومستوى ومتعة، ويمتاز بالدهاء الحقيقي، خاصة في قراءة الخصم وفي توظيف لاعبيه وفي الأوراق التي يشركها ويستفيد منها، واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة في فريقه وفي الفريق المنافس. « في الجانب الآخر قدم سييرا نفسه بشكل مختلف ونجح بامتياز في إخراج لاعبيه من الجوانب النفسية التي كبلتهم وأعاقتهم، وصهر الأداء في قالب فني مختلف ومؤهل ليكون بطلاً متوجًا.