فلا ترى وهَجاً يلوحُ، ولا وعداً لبرقٍ في متاهاتِ الغُيومْ نَزحَتْ عن الأرضِ الديارُ بأهْلها فلا أحدٌ تَحامَلَ واستهانَ وظلَّ.. لا شَجَرٌ مُقيمْ بالله ممّا كانَ لا أثَرٌ يُذكّرُ بالحضور أو الغيابْ ؟! لا بُرجُ أعشاشٍ، ولا العُشبُ الذي غادرتَهُ بالأمس ِ؟! لا وَردٌ يفوحُ.. لا عطرُ الصَّبايا المُترفاتِ يأتيكَ من شُقِّ الجدارْ؟! لا يَبدو لأحْزانِ المنائر البيضِ مَلاذٌ سوى عينيكَ والأفُق الذي يختارُهُ طيرٌ جريحْ مَهلاً ، ملاكَ الرِّيح ِ دَعْ لي فرصةَ الرَّمَق الأخيْر وتَعالَ نَسْتقري المزاميرَ.. نُهدي شُعلة َ الفَتْكِ لأطرافِ الفتيلْ قُم بنا نَستلُّ خيط َ الفجر منْ إشراقة ٍ يأتي، ولا يأتي بها الزَّمنُ البخيلْ مَهلاً ، كتبتُ بهذا الطِّرسِ حَرفاً ومَحَوتُ أشباهَ الحروفْ وأنا الشَّاهدُ والقاضي وهذا السَّيفُ سيفي، فأنا القاتلُ عَمداً ودَمي هذا اشتعالي فأنا المغدورُ.. أَشهدْ أنني القاتلُ.. أيضاً والقَتيلْ. ** ** - علي عبدالله خليفة