يتصدر الهلال الدوري ومجموعته الآسيوية، وبلغ نهائي العرب، ونصف نهائي كأس خادم الحرمين، يحدث هذا كله والفريق يعاني كثيراً، حيث تكبله الظروف، وتحيط به المشاكل الفنية إحاطة السوار بالمعصم...!! يتواصل حضور الهلال رغم أنه لعب للمرة الخامسة على التوالي - والسادسة اليوم أمام النجم الساحلي التونسي - خارج أرضه وهذا أمر لا يحدث كثيراً في عالم كرة القدم - باستثناء البطولات المجمعة - ورغم أنه يعاني من غيابات متواصلة لأبرز نجومه من محليين وأجانب، حيث لم تكتمل صفوفه في أي لقاء من بداية الموسم، ويعاني الفريق من تراجع مستوى بعض لاعبيه - وفي مقدمتهم البرازيلي إدواردو - وعدم حصول سوريانو على القناعة الكاملة، فضلاً عن ذلك يعاني الفريق من إرهاق يبدو واضحاً على لاعبيه الذين بدأ موسمهم «الطويل» رسمياً في أغسطس الماضي بلقاء كأس السوبر الذي كسبوه أمام الاتحاد في لندن، وتقاطعت فيه المشاركات في أربع بطولات مختلفة الظروف، فضلاً عن المشاركات الدولية لعدد من لاعبيه المحليين والأجانب. يختلف الهلاليون كثيراً على مدرب فريقهم زوران، هناك من يرى أنه دون الطموح وأنه ليس أفضل من سلفه خيسوس، وهناك من يرى أنه المدرب المناسب للمرحلة ويدللون بالأرقام والنتائج، ويقف فريق ثالث في منتصف الطريق، مؤكداً صعوبة الحكم على المدرب في ظل الظروف التي يعاني منها الفريق وضغط المباريات الرهيب، وهو الأمر الذي عبر عنه زوران بصراحة عندما قال: «لم أدرب الهلال حتى الآن» حيث لم يحصل على فرصة يحقن فيها فلسفته وطريقته في أوردة الفريق، فما أن ينتهي من مباراة بظروفها حتى يبدأ الاستعداد لمباراة أخرى بظروفها المختلفة تماماً - لك أن تتخيل أن آخر خمس مباريات للفريق كانت في: (كأس الملك ثم الدوري ثم بطولة آسيا ثم الدوري ثم البطولة العربية ثم البطولة العربية أيضاً) وهذا كله في ظرف أسبوعين من الزمان فقط!! بالنسبة لي أرى أن زوران لم يأخذ فرصته وهو محق في ذلك، لكن ذلك لا يعفيه من بعض الأخطاء التي ما كان لمدرب خبير مثله أن يقع فيها، مثل التدوير وتغييب النجوم في لقاءي الوحدة وأحد، التغييرات في لقاءي النصر والأهلي (في الدوري).. وأرى أيضاً أن هذا الوقت ليس وقت التغيير، بل وقت تظافر الجهود والعمل لهدف واحد بين الإدارة والأجهزة الفنية واللاعبين والمدرج. المدرج.. صانع الهلال الحقيقي، وعندما يقال إن الجمهور هو اللاعب رقم (12) يصح القول إن مدرج الهلال هو اللاعب الأول، مدرج لا يكف عن الدعم، ولا يمل من الوقوف، ولا يأبه بأي مشاكل ولا يلقي بالاً لأي اختلاف!! المدرج الهلالي هو السحابة التي تظل الفريق، وهو الصديق الصدوق الذي لا يجامل في سبيل المصلحة، ولا يكذب من أجل هدف مؤقت أو سراب لا يلبث أن يزول.. المدرج الهلالي يغاضب فريقه ويعاتب إدارته ونجومه، ثم يضع يده مع الجميع لصناعة مجد جديد في جادة الذهب!! أعود إلى حيث بدأت.. وأقول: «يتصدر الهلال الدوري ومجموعته الآسيوية، وبلغ نهائي العرب، ونصف نهائي كأس خادم الحرمين، يحدث هذا كله والفريق يعاني كثيراً، حيث تكبله الظروف، وتحيط به المشاكل»، في فرق أخرى يكفي شيء من هذه الأرقام، لكنه هلال الأرض لا يكف عن الطموح، ولا يرضى إلا أن يكون مع صنوه وسميه هلال السماء، دائماً في العلياء!