ليس بالضرورة أن يعرفك الآخرون لتكف عن السلوكيات المسيئة للآخرين، اليوم تم إقرار نظام يعرف باسم «الذوق العام» لأنه ليس الجميع لديه ذلك الحس التعاوني مع الآخرين، فيكف من تلقاء نفسه عن إيذائهم. هذا النظام سيوقف الجدل حول ما هو لائق وغير لائق، لأن اللياقة محل جدل بين مختلف التوجهات والأطياف. وهو أيضًا سيضع حدًا لمن يخلط بين الحرية الشخصية وبين التعدي على أذواق الآخرين. على سبيل المثال: أحيانًا يصدف أنك تسير في الشارع وتعبر من أمامك سيارة تشغل الموسيقى بصخب، ودون مراعاة للسيارات الأخرى. اليوم يمكنك أن تدفع غرامة على ذلك، تحت تهمة مخالفة الذوق العام بدلاً من تركها مفتوحة حسب ذوق السائق وحكم رجل المرور. هناك الكثير من السلوكيات التي كان يقوم بها البعض، تحت مظلة «الحرية الشخصية» حدث هذا الخلط منذ بدأت تيارات الحقوق برفع أصواتها بالنداء لحرية الاختيار، سواء في الإعلام أو في برامج التواصل الاجتماعي. منذ إقرار النظام، سيتوقف هذا اللغط. وسيعرف هؤلاء أن ما يفعلونه لا يمت للحرية الشخصية بصلة. إن جودة الحياة تتعلق بشكل مباشر بالجمال، إنك حين تعيش في بيئة حاضنة لكل جميل ولائق ستكون سعيدًا دون شك. رغم تحفظي على كلمة السعادة، لأنها شعور نابع من الداخل، لكنني لا أختلف على أن الجمال الخارجي يحفز مكنونات السعادة الداخلية. الذوق العام سيفرض هذا بقوة. لن يسع بعض المخربين بعد اليوم، أن يمارسوا فوضاهم على العلن، حيث تنص بعض بنود اللائحة على التالي: (منع من يرتاد الأماكن العامة من الإساءة، واحترام الثقافة والتقاليد السعودية، وكذلك منع ارتداء لباس غير محتشم أو يحمل صورًا أو عبارات تسيء للذوق العام، وحظر الكتابة أو الرسم على الجدران ما لم يكن مرخصًا لذلك. كما يمنع التلفظ بأي قول أو إصدار أي فعل في الأماكن العامة قد تؤدي للإضرار بالموجودين وإخافتهم أو تعرضهم للخطر). وهذا سيضمن للمرتادين من المواطنين والمقيمين وحتى السياح أن ينعموا بأماكن عامة خالية من مشاهد وسلوكيات تفسد لحظات تجولهم وأداء أعمالهم في حال كان السائح قادمًا للعمل. رغم أنني على قناعة تامة أن المجتمعات السعودية، على أتم الجاهزية لصناعة تغيير واضح فيما يخص المحافظة على الذوق العام. لقد شاهدنا الكثير من المتطوعين، يقومون مثلاً بتنظيف الحدائق العامة من تلقاء أنفسهم. إن هؤلاء الذين قاموا بالتنظيف بشكل طوعي، من الأولى أنهم لن يقوموا بسلوكيات مفسدة من البدء. وهذا ما هو متوقع وليس مستغربًا أيضًا، لكن يبقى وجوة النظام مهم، مع الانفتاح الواسع على العالم الذي تعيشه المملكة اليوم. مما يستدعي القضاء على السلوكيات المؤذية ولو كانت محصورة في أفراد متهورين وقلة.