أسبوع حافل، بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة رسمية إلى الجمهورية التونسية، تكللت بالنجاح، وكشفت عن حرص المملكة على مد جسور التعاون المثمر، وخلق الشراكات الاقتصادية والتنموية، وفتح آفاق التعاون بين البلدين. كشفت الزيارة الرسمية عن حرص قيادة المملكة على تعزيز العلاقات المشتركة في جميع جوانبها، وفي مقدمها الجوانب الاقتصادية التي يمكن من خلالها بناء الشراكات الوثيقة المعززة للعلاقات السياسية والأمنية، والداعمة للاستقرار. لا يمكن أن تمضي الزيارات الملكية للدول العربية والإسلامية دون أن تكون لها انعكاسات تنموية ومجتمعية مهمة؛ إذ أطلق خادم الحرمين الشريفين ثلاثة مشاريع في تونس، الأول لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة القيروان، والثاني مشروع الملك سلمان لترميم جامع الزيتونة المعمور، والثالث لمشروع مستشفى الملك سلمان الجامعي في القيروان. إضافة إلى توقيع اتفاقيتين لإصدار قرض تنموي لمشروع حماية المدن والمناطق العمرانية من الفيضانات، وتمويل صادرات سعودية لصالح الشركة التونسية لصناعات التكرير. ومن العلاقات الثنائية المشتركة إلى ساحة أرحب، حيث القمة العربية الثلاثين. حرص الملك سلمان على دعم القمة وإنجاحها، والمشاركة فيها بفاعلية ضامنة لتعزيز دور الجامعة العربية، والدولة المضيفة التي بذلت جهودًا متميزة لإنجاحها. شدَّد خادم الحرمين الشريفين في خطابه على مواقف المملكة الثابتة، بدءًا من اعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والرفض القاطع لضم الجولان السورية للكيان الصهيوني، ورفض المملكة القاطع التدخلات الأجنبية في سوريا، وضرورة التوصل لحل سلمي للأزمة السورية واليمنية والليبية، والمحافظة على سلامة الدول العربية، وحمايتها من الإرهاب. ومن تونس إلى المنطقة الشرقية التي استقبلت الملك سلمان بالحب والفرح، واستبشرت بقدومه، واهتمامه بتلمس الاحتياجات، وضخ المشاريع التنموية، وتعزيز الوحدة الوطنية؛ فهي امتداد لما سبقها من زيارات سابقة، نتج منها ضخ مئات المليارات في الاقتصاد الوطني، واقتصاد المنطقة الشرقية على وجه الخصوص، التي حظيت بقطاعات صناعية وليدة، منها قطاع الصناعات البحرية والصناعات التحويلية ومشاريع البنى التحتية. وما تشهده المنطقة الشرقية اليوم من ازدهار اقتصادي، تغذيه مشاريع صناعية وتنموية ضخمة، هو جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجية التحول والبناء المؤطرة برؤية 2030 التي يقف خلفها سمو ولي العهد. ولعلي أربط بين الزيارة الملكية الكريمة وتدشين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أول طائرة تدريب نفاثة من طراز «هوك»، تم تجميعها وتصنيع عدد من أجزائها محليًّا بأيادي أبناء السعودية، في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالقطاع الشرقي. إضافة إلى وضع حجر الأساس لمشروع إنشاء مركز الحرب الجوية في المنطقة الشرقية. خطوات مهمة في طريق تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية، والاستثمار في مشاريع التنمية وبناء الوطن والإنسان، يقف خلفها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، ويعززان ذلك التوجه بزيارات مناطقية مستدامة، تعزز التلاحم بين القيادة والشعب، وتسمح بمتابعة المشاريع ومخرجاتها. فمرحبًا بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في منطقة الخير النماء.