خيم الحزن على كثير من الناس عقب إعلان وفاة الأميرة البندري بنت عبدالرحمن بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، كان الخبركما الصاعقة لأسباب أن الأميرة نفسها قبل وفاتها بيومين كانت في مؤتمر هو المؤتمر الوطني الثاني لنمو وسلوكيات الطفل تلقي فيه كلمة مميزة وهي بكامل حيويتها ونشاطها وتعلو ثغرها ابتسامتها المعهودة. إن حزن الناس على الأميرة البندري لم يأت من فراغ بل هو ناتج ما تراكم في الأذهان عنها من صور إيجابية عرفت فيها طيلة حياتها القصيرة عليها رحمة الله. وبمتابعة سيرتها نجد أنها نشأت داخل أسرة جمعت بين المجد من طرفين فجدها لأبيها الملك فيصل، وجدها لأمها الملك خالد، ومع هذه المكانة الرفيعة عرفت بتواضعها الشديد وفطريتها في التعامل واحترام الناس وبساطة حياتها اليومية. وفي مجال التعليم تحصلت على قدر عال من الدرجات العلمية مستفيدة منها في حياتها العملية التي أبرزها توليها منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك خالد الخيرية وهي مؤسسة أنشأها أبناء الملك خالد لتؤدي دوراً في دعم جوانب الخير ومساندة البحث العلمي في النواحي الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى جائزة تمنح سنوياً للتميز في أعمال الخير وفي الدراسات والبحوث الاجتماعية، وأدارت الأميرة البندري هذه المؤسسة باقتدار ومهنية عالية، واستطاعت أن ترقى بأدائها إلى أرفع مستوى من الأداء الإداري والمهني. سنوات من العمل والعطاء قدمتها البندري الفيصل لمجتمعها دون أن تسعى إلى وهج الإعلام، فقد كان ظهورها الإعلامي قليلاً لأن عطاءها كان صادقاً، ومن ثم كان عملها وعمل المؤسسة هو الذي ينم عن الدور الكبير الذي كانت تقوم به. لا شك أن وفاة الأميرة البندري خسارة للعمل العلمي والخيري لكنها ستكون بإذن الله بين يدي رب رحيم، نسأل الله لها أن يمن عليها بمغفرته ورضوانه وأن يسكنها فسيح جناته. ودعوة إلى كل الذين استفادوا من مؤسسة الملك خالد خلال عمل البندري الفيصل من باحثين وغيرهم أن يقدموا ما عرفوا عنها في عمل علمي سواء في حلقات نقاش أو إعداد كتاب تذكاري عن حياتها، وهذا أقل القليل.