قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} هذه الحقيقة التي لا تكاد تقف دقيقة واحدة تحدُث بلا توقف وبالرغم من هذه الحقيقة الجلية إلا أن الإنسان يفجع والعين تدمع والقلب يحزن عندما تفقد أحد الأقارب القريبين من القلب، فقد فقدت الخرج أحد رجالاتها البارزين في مجال الزراعة ومن أفضلهم في هذا المجال هو الشيخ عثمان بن علي العبلان الذي رحل إلى دار البقاء بعد معاناة مع المرض المزمن وكان طوال فترة مرضه أثناء زياراتي له في منزله وفي المستشفى شاكراً ذاكراً صابراً محتسباً سائلاً الله جل في علاه أن يجعل ما أصابه رفعةً له في درجته عند ربه، وقد اكتظ المسجد بجموع غفيرة من المصلين للصلاة عليه والدعاء له بالمغفرة والمنزلة الرفيعة عند ربه وكان لوفاته دويٌ من الحزن في أعماق أسرته وأحدث فجوةً واسعة في محيط أسرته وأقاربه ومحبيه وعارفيه وفي نفسي لما له من مكانةٍ عالية وعلاقة قربى ومحبةٌ صادقة منذ عشرات السنين لكنها سنةُ الحياة كما قال الشاعر: ولقد حبا الله أبو محمد رحمه الله خصالاً حميدة وسجايا كريمة منها الخُلق النبيل وصفاء القلب لا يعرف الكراهية وليس لها مكانٌ عنده، أحبه من عرفه ومن تعامل معه نقي السريرة، كما يمتاز برحابة الصدر، وسماحة البال، ولي معه مواقف وذكريات جميلة بعيدة الزمن ومن هذه المواقف الطريفة منذ كنا طلاباً في المرحلة المتوسطة وأذكر في هذا الصدد عندما كنا طلاباً في المرحلة المتوسطة كان مدرس الرياضيات شديداً وحازماً وجاداً لا يبتسم مع الطلاب إلا أن أبا محمد رحمه الله أجبره على الابتسامة والدعابة فهو دائماً تعلو على محياه الابتسامة والبشاشة والبشر وكان حاضر البديهة والنكتة التي تُفضي على النفس الفرح والسرور وكان محباً للبذل والعطاء وبسخاء للمحتاجين وخاصةً من ذوي الأرحام والأقارب وإدخال السرور عليهم وهذه من نعم المولى على عبده أن يمنحه التوفيق في حياته محبباً إليه فعل الخير وحسن التعايش مع مجتمعه وبذل المعروف، وإن شاء الله يلقى ما قدمه من خير أمامه كما قال الشاعر: هذا ملخص لما عرفته عن أبي محمد (عثمان العبلان) أثناء حياته سائلاً الله جل في علاه أن يغفر لك يا أبا محمد ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك وابنك محمد وبناتك وزوجتك أم محمد وإخوتك الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **