في منتصف الطريق لن يسعك الرجوع للخلف ولا المكوث على قارعة الطريق.. لن يكون أمامك حل إلا تمضي قدمًا وإن جررت خلفك مئات الخيبات ومرارات الخذلان.. لن يكون معك إلا أن تبتلع غصاتك وتمضي بلوحاتك الملطخة بالوجع باحثًا عن رحلة جديدة قد تجد فيها ما يسرك.. أو تبقى على أعتاب قلبك وحيدًا.. المهم ألا تسمح لأحد أن يؤذيك أو يكسر أنفاسك مجددًا.. ستمضي وأنت تكتب سطور أيامك الماضية على لوح رمادي.. ثم ستلقي بها في أقرب نهر يسحبها إلى واد سحيق.. لتستريح.. وتعود إلى لوحات جديدة تلونها ببياض النوارس.. ودفء شمس الضحى.. وشموخ النخيل.. ستقف أمام غدك.. وأنت موقن أن الطريق لم يعد ذلك الطريق.. وأن البشر يتغيرون.. وأن لون الحياة بيدك.. وبقلبك الباحث عن أساطير الفتون.. ستجد ما يسرك رغم أنف الأوجاع.. والآهات.. وانكسارات الحنين.. ستولد من جديد.. تكتب القصيد.. وتبحر في الفريد من الأرواح التي لا تتكرر.. التي لا تعرف تعرجات الطريق.. ** **