600 عدد وما زالت المجلة الثقافية متألقة، متجددة، ومتأنقة بالفكر والجمال، لطالما انتظرنا يوم السبت لتزدان الجزيرة بملحقها الثقافي الذي ينتظره كل شغوف بالفكر والثقافة، ولم يخذلنا يومًا بل كانت تتهادى على ظهر غيمةٍ مزون لتمطرنا بكل نفيس. أقلامٌ مرت وأخرى ما زالت تكتب في أروقة المجلة وفخورة بأن الحظ قد حالفني ليقترن اسمي بصفحاتها. اقتراني بالثقافية حديث العهد ويُحملني عبئاً كبيراً ومسؤولية جمّة تجعلني في تساؤل وأنا في بداية رحلتي المقالية، هل سأستطيع تقديم الفارق؟ هل سيكون لي حضورً مختلفً في ظل كساد الصحافة الورقية؟ وهل هناك من يملك الشغف لقراءة مقال كامل في ظل الاعتياد على اختزال تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي؟ ويتكرر هذا السؤال اسبوعيًا وفي كل مرة أبحث فيها عن فكرة أو تداهمني أخرى لأصوغها بعد أن يلوكها عقلي بالأسئلة، هل سأتمكن من انتزاع الدهشة المنشودة؟ هل سيستطيع القراء معي صبرًا؟ وبعد كل يأس تولد فكرة جديدة لمقال آخر، حتى أن حرفي بقي عاجزًا لأيام كي أكتب لكم هذه السطور، وأحسبها كلمات صادقة خارجة من قلبٍ أحب هذه المجلة ومن يقوم عليها ويقرأها. وكل عدد وأنتم في بهاء وتجدد وإثبات بأن للثقافة مريديها وأنها باقية ما بقي الزمان. ** **